ماي تواجه تشدد الاتحاد الأوروبي حول ملف بريكست
بروكسل- تتوجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مجددا إلى بروكسل اليوم الأربعاء سعيا لإجراء تعديلات على اتفاق بريكست المبرم مع الاتحاد الأوروبي لكنها ستصطدم مرة أخرى بتعنت الأوروبيين.
وتلتقي ماي رئيس المفوضية جان-كلود يونكر. وقال يونكر أمس الثلاثاء “سنجري مباحثات ودية لكنني لا أتوقع تقدما” مستبعدا أي تفاؤل.
ولا يتوقع أن تجتمع ماي برئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بعد أن أثارت تصريحاته استياء في بريطانيا وقال فيها أن مؤيدي بريكست الذين لم يفكروا مليا في عواقب هذه الخطوة ولم يضعوا خطة لها “مكانهم الجحيم”.
وقبل أقل من ستة أسابيع من الموعد الرسمي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتزايد مخاوف بريكست من دون اتفاق بسبب غياب حل لمسألة “شبكة الأمان” الخاصة بحدود إيرلندا.
وتطالب ماي ب”تغييرات ملزمة” لهذا الإجراء الذي يرفضه أنصار بريكست. وتأمل الحصول على الضوء الأخضر من البرلمانيين البريطانيين لاتفاق بريكست بعد الهزيمة التي منيت بها في كانون الثاني/يناير.
ومسألة “شبكة الأمان” تنص على إبقاء بريطانيا ضمن وحدة جمركية مع الاتحاد الأوروبي.
وأدخل هذا البند على اتفاق بريكست كحل أخير لتفادي عودة الحدود في جزيرة ايرلندا. وينص على بقاء المملكة المتحدة ضمن اتحاد جمركي مع الاتحاد الاوروبي وبقاء مقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية ضمن السوق الاوروبية المشتركة للسلع وذلك لتفادي كل رقابة جمركية وتنظيمات مادية بين شطري ايرلندا.
في بريطانيا يرى أنصار بريكست في هذا البند “فخا” قد يبقي بلادهم مرتبطة بالاتحاد الأوروبي. وتسعى ماي إلى الطمأنة من خلال الحصول على ضمانات من بروكسل حول الطابع المشروط والمؤقت لهذا الاجراء الذي وافقه عليه.
لكن كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف بريكست ميشال بارنييه “أكد أن الدول ال27 لن تعيد التفاوض في الاتفاق” المبرم مع ماي كما قال الثلاثاء المتحدث باسم المفوضية مرغريتيس سكيناس.
وأعلن أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي “القبول بتحديد مهلة زمنية ل(شبكة الأمان) ولا بند الخروج الأحادي” منها.
لكن الاتحاد الأوروبي مستعد ل”مراجعة” الاعلان السياسي المرفق بمعاهدة الخروج والهدف منه وضع الخطوط العريضة للعلاقة التي سيقيمها الطرفان بعد بريكست.
والثلاثاء أعلنت ناتالي لوازو الوزيرة الفرنسية المكلفة الشؤون الأوروبية في بروكسل “ننتظر أن تأتي تيريزا ماي بمقترحات محددة بعد أن قالت لنا إن لديها أمورا تقولها لنا”.
وقالت لوازو إن ماي “لم تعط دليلا على أنها ترغب في تأجيل بريكست” بعد 29 آذار/مارس مشددة على أن الاتحاد الأوروبي سيفرض شروطا إذا طلبت لندن مثل هذا الاجراء.
وقال نظيرها الألماني مايكل روث “لن يكون للتأجيل معنى إلا في حال طرح أفكار جديدة حسية على الطاولة” داعيا لندن إلى “تقديم مقترحات واقعية بسرعة”.
وذكر مصدر دبلوماسي أن “المشكلة الجوهرية هي أن تيريزا ماي لا تحمل تفويضا برلمانيا. ولن نتمكن من التفاوض معها فعليا إلا بعد حصولها على تفويض ما يعني أننا وصلنا إلى شهر آذار/مارس”.
وأعلن مصدر دبلوماسي آخر أن “ماي لا تملك غالبية لأي شيء” في بلادها. وتابع “لا تزال تعم بريطانيا حالة من الفوضى وبالتالي لا يرى الاتحاد الأوروبي ضرورة في اتخاذ خطوة حيال البريطانيين في هذه المرحلة”.
ومع تزايد الضغوط بشأن بريكست دون اتفاق “يجب التحلي ببرودة أعصاب كبرى لمدة شهر لأن أول طرف يتنازل يخسر” كما قال مصدر دبلوماسي ثالث.
ويؤكد الجانبان أنهما راغبان في تفادي بريكست دون اتفاق الذي يلقي شكوكا في الجانب الأوروبي وسيكون له آثار مدمرة على الاقتصاد البريطاني حيث تتضاعف عمليات إغلاق مصانع أو نقل مؤسسات خارج بريطانيا منذ أشهر.