واشنطن- أثارت إحصائية أمريكية رسمية مفاجأة في الأوساط العربية، ولاسيما الخليجية، بعد الكشف عن تقديم السعوديين طلبات هجرة للولايات المتحدة أكثر من السوريين والصوماليين.
ووفق أرقام مكتب الشؤون القنصلية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية فإن أكثر من 93 ألف سعودي قدموا طلبات هجرة إلى أمريكا عام 2018، مقابل 80 ألف سوري، و60 ألف صومالي، وفق ما نشرت صحيفة الوطن الخليجية.
ويتقدّم الملايين حول العالم للحصول على إقامة دائمة في أمريكا (البطاقة الخضراء)، عبر برنامج “اللوتري”، ويتم اختيار الفائزين بقرعة سنوية.
وتأتي الإحصائية المفاجئة رغم ما تشهده المملكة من محاولات تغريب حثيثة على يد ولي العهد محمد بن سلمان، وهو ما يُشار إليه بـ”الانفتاح” و”الإصلاحات”.
أما سوريا- التي يُمكن تفهّم دوافع مواطنيها للهجرة- فما تزال تشهد حربًا مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، تسببت بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتشريد الملايين.
كما تفوّقت أرقام طلبات هجرة السعوديين على الصوماليين، الذين يعيشون صراعات مسلحة، وتدهور اقتصادي.
وتعكس الإحصائية المذكورة عدم اقتناع شريحة من السعوديين بمشروع ولي العهد، رغم ما يُعلنه من مشاريع “ساحرة” أحيانًا.
كما أن الأرقام الرسمية السعودية تكشف عن تراجع حاد في المؤشرات الاقتصادية، بسبب الحروب ومشاريع بن سلمان.
وتشير الأرقام الرسمية إلى فقدان المملكة نحو ثلثي احتياطيها المركزي بالسنوات الأربع الماضية بقيمة 222,9 مليار دولار.
ووصل الاحتياطي السعودي إلى 130.5 مليار دولار في نهاية 2018 بعدما كان 353.4 مليار دولار في نهاية عام 2014.
كما أظهرت أرقام رسمية سعودية تسجيل 44 شركة سعودية كبرى خسائر كبرى خلال العام الماضي.
وكان نصيب 12 شركة فقط من الخسائر نحو مليار و300 ألف ريال.
ومن ضمن 157 شركة أعلنت بياناتها المالية العام الماضي، 99 شركة تراجعت أرباحها عن 2017، مقابل 14 فقط حققت أرباحًا.
كما تعاني المملكة من عجز يبلغ 31,5 مليار دولار في موازنة 2019، إذ أصدرت وزارة المالية سندات دين بالمبلغ لتمويل عجز الموازنة.
ويُمكن أن يكون دافع الهجرة ليس اقتصاديًا بل سياسيًا، إذ تشهد المملكة تضييقًا شديدًا على حرية الرأي والتعبير، وفق مؤسسات حقوقية.
وتعتقل المملكة أكثر من 200 داعية وكاتب وناشط معارضون لتوجّهات ولي العهد في ملفات داخلية وخارجية، وتمارس تعذيبًا فظيعًا بحقهم.
ووصل عدد المتقدمين للحصول على الإقامة بأمريكا حول العالم لنحو 23 مليون شخص العام الماضي، بزيادة نحو أربعة ملايين عن 2017.
وبلغ عدد العرب طالبي الهجرة لأمريكا نحو أربعة ملايين شخص عام 2018، وفق الأرقام الرسمية.
وجاءت مصر بمقدمة الدول العربية بنحو مليون و275 ألف متقدم خلال 2018، بارتفاع ملحوظ عن 2017، إذ كان العدد 914 ألفًا.
أما ليبيا فتقدم نحو 686 ألفًا للحصول على الجنسية الأمريكية، والسودان 504 آلاف، والجزائر 342 ألفًا، والمغرب 293 ألفًا، والعراق 145 ألفًا، وتونس 25 ألفًا.
وتقدّم من الأردن 95 ألفًا، ولبنان 41 ألفًا، وموريتانيا سبعة آلاف، وجيبوتي أربعة آلاف، وجزر القمر 668.
وخليجيًا، كان نصيب الكويت 29 ألف متقدم، والإمارات 28 ألفًا، وقطر ثمانية آلاف، والبحرين ثلاثة آلاف، عُمان ألفين فقط.
أما في اليمن التي تخوض السعودية والإمارات حربًا فيها منذ أكثر من أربع سنوات، كان عدد المتقدمين فيها 264 ألفًا.
وتسبب التدخل السعودي الإماراتي في اليمن بتدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وأصبحت المجاعة تهدد ملايين اليمنيين.
كما أدت الغارات التي يشنها تحالف السعودية والإمارات إلى قتل أكثر من 10 آلاف يمني، وفق إحصاءات حقوقية.