حمل متحدثون خلال جلسة نقاشية داخل البرلمان البريطاني، السعودية والإمارات ، المسؤولية عن زيادة التطرف والإرهاب في اليمن، وتمويل عدد من الجماعات الإرهابية لكي تقوم بدور تخريبي على الأرض بالوكالة.
وجاءت الجلسة النقاشية الخميس تحت عنوان “التطرف والإرهاب في اليمن في ضوء الحرب السعودية الإماراتية”، نظمها معهد تاكتكس للأمن ومكافحة الإرهاب، باستضافة النائب عن حزب المحافظين دايفيد أميس، وذلك بمشاركة عدد من السياسيين والخبراء والأكاديميين.
ولفت مدير المعهد توم تشارلز، إلى أن الحرب الدائرة في اليمن لم تسهم إلا في تغذية الاٍرهاب والتطرف، حيث أخذت الجماعات الإرهابية من كل الأطراف زمام السيطرة على الأوضاع على الأرض.
وأضاف تشارلز أن الجماعات الإرهابية قامت بالسيطرة على الكثير من المدن تحت أنظار السعودية والإمارات، حيث تم افتتاح مدارس دينية ويتم بث خطابات الكراهية والإرهاب من خلالها.
وقال إن الإمارات تمول عددًا من الجماعات الإرهابية لكي تقوم بدور تخريبي على الأرض بالوكالة، وإن المجتمع الدولي فشل في وقف تلك الحرب وقد أصبح الوضع خطيرًا، في ضوء تجذر تلك الجماعات الإرهابية.
وحذر مدير المعهد من أن استمرار دعم المؤسسات الإرهابية في اليمن ينذر بكارثة ستعاني أوروبا منها بعدة أشكال.
وطالب بضرورة وقف دعم السعودية والإمارات للجماعات الإرهابية التي تتبع للقاعدة سواء بالمال أو السلام، الأمر الذي يساهم في تدهور الوضع الأمني على الأرض بشكل خطير.
ونبه إلى أن كلا من السعودية والإمارات لهما تاريخ طويل في دعم القاعدة يرجع لعقود وليس لفترة الحرب الدائرة حاليًّا التي بدأت في ٢٠١٥.
من جهتها، قالت خبيرة مكافحة الإرهاب عن المؤسسة الرسمية لمحاربة الاٍرهاب في بريطانيا، التي تتبع لوزارة الداخلية، تينا بينسكي: إن المؤسسة تتركز على معالجة أيديولوجية التطرف التي يوجد لها عدة أسباب داخلية وخارجية منها اليمن وصراعات مختلفة في البلدان الإسلامية.
بدوره، أشار الأكاديمي الألماني من أصل عربي د. وسام عامر، إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم وسائل الإعلام الحديث في تجنيد المزيد من العناصر بشكل كبير مقارنة بالقاعدة، متسائلًا في الوقت ذاته عن أهداف الحرب في اليمن هل هي لمحاربة الحوثيين، أم الجماعات المتطرفة؟.
وقال عامر إن تنظيم القاعدة أصبح أقوى من أي وقت مضى، ويسيطر على مدن ومساحات شاسعة في اليمن، وإن التحالف العسكري السعودي الإماراتي يلعب على وتر الحرب السنية الشيعية، الأمر الذي يساهم في تمدد الجماعات الإرهابية.
ومعهد تاكتكس في بريطانيا، مؤسسة بحثية تعمل مع المسؤولين وصناع القرار لمحاربة الاٍرهاب وإرساء الأمن الدولي والإقليمي خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، وتصدر أوراقًا بحثية وعمل للحكومات والمؤسسات غير الحكومية، تشمل نصائح وإرشادات لمحاربة تلك الظاهرة.