خاطب الباحث عبد الله، نجل الداعية المعتقل في سجون السعودية سلمان العودة، الغرب والولايات المتحدة؛ للعمل على النهوض بحقوق الإنسان في المملكة “التي جعلها محمد بن سلمان مملكته، وارتكب فيها أعمالا وحشية”.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن عبد الله، نجل الداعية سلمان العودة المعتقل منذ عام 2017 ضمن حملة واسعة لقمع الأصوات المعارضة، قوله: إن النيابة العامة تطالب بإنزال عقوبة الإعدام على أبي، موجهة له اتهامات مبهمة تتعلق بتحدي السلطات.
وأضاف “المملكة السعودية ليست هي محمد بن سلمان، إنه لا يحظى بشرعية شعبية، الغرب والولايات المتحدة يضعون بيضهم كله في سلة ولي العهد السعودي رغم الأعمال الوحشية التي ارتكبت في عهده”.
وتابع أنه “لا شرعية شعبية لولي العهد السعودي، فهو لم ينتخب ولا يمثل الرأي العام، وهو يعلم جيدا أنه لا يحوز أي شرعية، وبالتالي فإن استمرار هذا النوع من الحكام يستلزم دعمًا من خارج بلاده”.
وأكد عبد الله، وهو زميل أول بمركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون الأمريكية، أنه “في حالة لم تتم محاسبة محمد بن سلمان فإنه قد يرتكب كل الأعمال الوحشية التي قد يتصورها المرء”، داعيا الإدارة الأمريكية لمخاطبة الرأي العام السعودي، والتحدث إلى النشطاء والمفكرين والاقتصاديين وباقي الفئات التي تعمل على النهوض بحقوق الإنسان في المملكة.
وندد بتجاهل الدول الغربية لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، وخاصة حالة والده الداعية سلمان العودة.
وقال: “من المعيب حقا أن نرى صمت الكثير من الناس على ما يجري في السعودية، وأسوأ من ذلك تقديم الغرب الدعم لولي العهد رغم كل ما يجري”.
ولفت إلى أن محمد بن سلمان يستغل علاقته المقربة مع الإدارة الأمريكية، وخصوصا مع مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، لتنفيذ سياساته.
وقد زار كوشنر بشكل سري المملكة، في آخر أكتوبر/ تشرين الثاني 2017، والتقى ابن سلمان، وعقب ذلك بأيام شن ولي العهد حملة واسعة من الاعتقالات طالت أمراء ورجال أعمال وعلماء وغيرهم تحت مسمى محاربة الفساد.
وأجرى كوشنر، عقب عام من بدء الحملة، اتصالات بولي العهد السعودي رغم موجة الغضب العالمية على المملكة، وعلى ابن سلمان على وجه الخصوص؛ لتورطه في جريمة اغتيال المواطن الصحفي جمال خاشقجي أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ويرى عبد الله أن كوشنر وابن سلمان قريبان من بعضهما البعض ولديهما مصالح مشتركة، وأن صهر ترامب يستعمل هذه العلاقة للترويج للخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
ورغم استمرار الدعم المعلن لإدارة ترامب لفائدة محمد بن سلمان فإن تصدعات وقعت في علاقة المملكة بباقي المؤسسات الأمريكية، ففي الشهر الجاري مرر الكونغرس قانونا يدعو لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف العسكري السعودي الإماراتي في حربه على اليمن.
وقبل ذلك بأشهر، صادق أعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع على قرار يدعم تقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إي” بأن ولي العهد السعودي هو من أمر باغتيال خاشقجي.