لاقى الإعلان عن مشاركة وفد إسرائيلي بشكل رسمي، في معرض “إكسبو الدولي 2020“، المقرر إقامته في دبي بالإمارات، رفضًا فلسطينًّا لما شكل ذلك طعنة لـ القضية الفلسطينية ومخالفة للموقف العربي الذي قرره وزراء الخارجية العرب في القاهرة مؤخرًا، وكذلك القمة العربية في تونس، والموقف الفلسطيني.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد أعلنت أول من أمس، رسميًّا، مشاركتها في معرض “إكسبو الدولي 2020″، المقرر إقامته في دبي، وهو ما عده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تعبيرًا عن المكانة الصاعدة لإسرائيل في العالم والمنطقة”.
ومن المقرر انطلاق فعاليات “إكسبو 2020” المقام بإمارة دبي في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وتستمر حتى إبريل/ نيسان 2021.
وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والدولية نبيل شعث، أن مشاركة إسرائيل في معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، مخالف لقرار وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، وللموقف الفلسطيني.
وقال شعث في تصريحات صحيفة لوكالة “الأناضول”: إن تطبيع أي دولة عربية مع إسرائيل خطأ فادح في حق القضية الفلسطينية ، والموقف العربي والإسلامي، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك تواصل رسمي مع الإمارات حول الأمر.
وأضاف “طلبنا من كل الدول العربية أن توقف أي تطبيع مع إسرائيل، والالتزام بمبادرة السلام العربية القاضية بعدم التطبيع إلا بعد انسحاب إسرائيل الكامل من كل المناطق التي احتلتها عام 1967″؛ حفاظا على القضية الفلسطينية .
ولفت إلى أن إسرائيل تحاول خلخلة الموقف العربي والإسلامي الموحد ضدها، منبهًا إلى أن الحديث عن التطبيع من أجل دفع السلام غير صحيح، لأن مشروع إسرائيل ومعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا علاقة له بالسلام، أو بحقوق الشعب الفلسطيني.
وعدّت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الإعلان عن مشاركة وفد إسرائيلي في معرض دبي “تطورًا خطيرًا”.
ودعا القيادي في حركة حماس د. سامي أبو زهري، في تغريدة له عبر “تويتر” دولة الإمارات إلى عدم التورط في ذلك؛ لأنه يشكل تشجيعًا للجرائم الإسرائيلية وإهدارًا لحقوق الأمة، وانتهاكًا لقرارات القمة العربية.
ووصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، انفتاح بعض الأنظمة العربية على الاحتلال، بما في ذلك استقبال وفودها الرسمية أو الرياضية أو الثقافية أو إشراكها في المعارض الدولية، أو الزيارات السرية بأنه “انتهاك فظ لقرارات القمم العربية، واستفزاز لمشاعر ملايين العرب والمسلمين”.
وأكدت الجبهة في بيان لها، أن هذا التطبيع يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وحقوقه الوطنية والقومية، وفي ظهر الشعوب العربية التي ما زالت لها أراضٍ محتلة في الجولان السوري، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وفي مناطق أخرى من غور الأردن، حيث لا تزال تقوم مستوطنات إسرائيلية فيها.
ودعت رئاسةَ القمة العربية ممثلة في رئيس تونس باجي قايد السبسي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، صاحبة مشروع مبادرة التسوية العربية، إلى إعلان موقف واضح وصريح، إزاء هذه السياسات التي لا تراعي الحد الأدنى من مصالح الشعوب العربية ودولها، ولا تشكل إلا خدمة صافية للمشروع الصهيوني ودولة الاستعمار الاستيطاني، وتفك العزلة عنها، بدلاً من نزع الشرعية عن إسرائيل وعزلها.
وقالت إنه من الأولى تقديم إسرائيل إلى الرأي العام على أنها دولة مارقة، تمارس علنًا التمييز العنصري ضد أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948، والقتل والإجرام بحق أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتسلب الأرض، وتصادر أموال الشعب الفلسطيني، ومرتبات الأسرى وعائلات الشهداء، وتفرض الحصار الظالم على قطاع غزة، وتواصل عدوانها على الأرض السورية، وتهديدها لأمن لبنان واستقراره.
وطالبت الجبهة الرأي العام العربي والاسلامي بعدم الصمت على هذه السياسات، وإدانتها، والضغط على حكوماته لتتخذ خطوات عملية ومواقف جدية لوقفها.