الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبيةشمال إفريقيامقالات رأي

السعودية والإمارات تعبثان في استقرار السودان وتمنعان إقامة حكم مدني

على طريق استمرار العبث في أمن وسلامة الدول العربية، وسرقة ثوراتها، تواصل السعودية والإمارات دعم الثورات المضادة والعنف، وتمويل الجماعات الإرهابية كما في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها، وليس آخرها السودان التي تمنعان من إقامة حكم مدني فيه.

وبحسب ما أوردت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، فإن هناك دول خليجية تدعم المجلس العسكري في السودان، أملا منها في منع إقامة حكم مدني بالبلاد عبر الدعم الاقتصادي الذي خفف الضغط عن الحكام الجدد.

وذكر تقرير ترجمته الإذاعة البريطانية، أن الدعم المادي الذي تعهدت به كل من السعودية والإمارات بعد تسعة أيام من الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، خفف الأعباء عن المجلس العسكري الانتقالي.

وكانت السعودية والإمارات قد تعهدتا بتحويل 500 مليون دولار للبنك المركزي السوداني لدعم احتياطي النقد الأجنبي الذي يوشك على النفاد، عدا عن أنهما سترسلان أغذية وأدوية ومنتجات نفطية تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار.

وقالت سفيرة بريطانيا السابقة لدى السودان روزاليند مارسدن، للصحيفة: إن الدعم الخليجي للمجلس العسكري يُعتقد أنه يهدف في المقام الأول إلى بقاء القوات السودانية في الحرب في اليمن. وهو ما أكده المجلس العسكري سريعا.

ووفق الصحيفة، فإن رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان لعب دورًا رئيسًا في نشر القوات السودانية في اليمن عام 2015.

والبشير كذلك قبل خلعه، كان قد حصل على أموال مقابل نشر القوات السودانية في اليمن منذ أربعة أعوام، في الوقت الذي شهد الاقتصاد السوداني تدهورًا كبيرًا إثر حرمانه من ثلاثة أرباع دخله من النفط بعد انفصال دولة جنوب السودان.

والمساعدات الخليجية الجديدة رغم أنها ستخفف الأزمة الاقتصادية في السودان، إلا أنها أغضبت المتظاهرين الذين يرفضون حصول الحكومة العسكرية المؤقتة على دعم مادي أجنبي، الأمر الذي سيفرض بقاءها عليهم دون تغيير في أركان نظام الرئيس المخلوع.

وعلى الرغم من رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالمجلس العسكري الانتقالي، إلا أن الاتحاد الإفريقي الذي يرأسه حاليا عبد الفتاح السيسي، مدد المهلة للمجلس العسكري المؤقت لتسليم السلطة لحكام مدنيين إلى 3 أشهر.

في ذات السياق، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن السعودية والإمارات متحالفتان مع الولايات المتحدة الأمريكية وتلعبان دورًا كبيرًا في السودان؛ لإبعاد إيران وتركيا وقطر عن الساحة السودانية.

والسعودية والإمارات تريان في إطاحة الجيش السوداني بالرئيس السابق عمر البشير، فرصة لتعزيز مصالحهما الاستراتيجية في القرن الإفريقي.

وتطمحان من وراء تعزيز مصالحهما هناك إلى إبعاد إيران عن البحر الأحمر، وتقويض الطموحات القطرية والتركية، والاحتفاظ بالسودان إلى جانبها في حرب اليمن، وذلك كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين خليجيين ودبلوماسيين غربيين.

وإزاء هذه المخاطر، رفع الحراك الشعبي في السودان أكثر من مرة لافتات تحذر السعودية والإمارات من التدخل في مستقبل السودان.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر قيام متظاهرين سودانيين، بطرد شاحنة مساعدات إماراتية من اعتصام القيادة العامة في الخرطوم.

ويظهر في الفيديو متظاهرون يهتفون ضد الإمارات، ويطلبون من قائد الشاحنة التي تحمل لوحة إماراتية، مغادرة موقع الاعتصام.

وأكد ناشطون سودانيون رفضهم التدخل الإماراتي في ثورتهم، لا سيما مع تزايد الشائعات حول تبعية بعض قادة الجيش لأبو ظبي.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى