السعودية والإمارات تراهنان على دور “حميدتي” لاستعادة تجربة انقلاب السيسي في مصر
مواصلة السودانيين ثورتهم يحبط السعودية والإمارات
تخطط كلٌّ من السعودية والإمارات لأن يعلب نائب رئيس المجلس العسكري في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، دور “سيسي السودان” وإعادة تجربة انقلاب عبد الفتاح السيسي على الشرعية في مصر، بحسب مركز أبحاث إسرائيلي.
وذكر “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية” الإسرائيلي، نقلًا عن دبلوماسيين غربيين قولهم: إن السعودية والإمارات تراهنان على دور “حميدتي” في استعادة تجربة الانقلاب الذي قاده السيسي وأطاح خلال بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
وأوضح المركز التابع لجامعة “باريلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، أن حرص الرياض وأبو ظبي على خلق دور لـ”حميدتي” ليكون “سيسي السودان”، يشير إلى المساندة التي قدمتها كل منها في دعم انقلاب السيسي.
وأضاف أن السعودية والإمارات تراهنان على توظيف الطموح السياسي القوي لـ”حميدتي” الذي لن يسمح بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل، وهو بذلك يتجاوز بكثير طموح رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان.
وما يعيق مخططات “حميدتي” إلى جانب السعودية والإمارات، وفقًا للمركز، نباهة السودانيين لعدم استنساخ تجربة مصر التي أفضت إلى تولي السيسي زمام الحكم في النهاية.
وأردف أن مواصلة السودانيين ثورتهم رغم الإطاحة بالرئيس عمر البشير، إضافة إلى رفعهم شعار “إما انتصار الثورة وإما مصير كمصير مصر”، يفاقم إحباط الرياض وأبو ظبي ومن تراهنان عليه.
وحميدتي والبرهان ارتبطا بعلاقات وثيقة بالسعودية والإمارات إثر قيادتهما وإشرافهما على القوات السودانية التي تعمل إلى جانب السعودية والإمارات في اليمن.
وأكد مركز الأبحاث الإسرائيلي، أن السعودية والإمارات توظفان المال لإحباط الثورة السودانية وأن الدعم المالي الذي قدمتاه للمجلس العسكري في السودان يهدف لإحداث شرخ في صفوف القوى المطالبة بالتغيير، إلا أن تحقيق الهدف ما زال بعيدًا.
وعلى الرغم من توجه بعض ممثلي القوى السياسية والمليشيات المسلحة السودانية إلى الإمارات للحصول على مساعدات، إلا أن الأصوات الرافضة لقبول المساعدات السعودية والإماراتية أعلى.
لعب دور محوري
وكشف المركز، أن الرياض طلبت من المدير السابق لمكتب البشير طه عثمان حسين، الذي أقيل من منصبه عام 2017، ثم عمل مستشارا في القصر الملكي في المملكة، العودة إلى الخرطوم؛ للعب دور مركزي في المرحلة الانتقالية في السودان، من خلال دعم النخبة العسكرية التي تتولى زمام الأمور حاليًّا في الخرطوم.
وما زالت السعودية والإمارات تعملان بكل قوة، وتدفع الأثمان؛ للحفاظ على الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، وتقود الثورات المضادة، وخاصة في السودان والجزائر.
وفي ليبيا، تراهن الرياض وأبو ظبي على الجنرال خليفة حفتر في إحباط أي فرصة للانتقال الديمقراطي هناك، من خلال تشجيعه على السيطرة على العاصمة طرابلس، وفقًا للمركز الذي أشار إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعهد في لقائه الأخير بحفتر تقديم ملايين الدولارات له؛ من أجل إنجاز إعادة احتلال طرابلس.