الرضاعة الطبيعية تقي الأمهات من خطر أمراض القلب في وقت لاحق من العمر
أظهرت نتائج دراسة يونانية حديثة أن الرضاعة الطبيعية تقي الأمهات من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من العمر.
وأوضح الباحثون الذين أجروا الدراسة في جامعة أثينا اليونانية، وعرضوا نتائجها أمام المؤتمر الأوروبي للغدد الصماء الذي يعقد في الفترة من 18-21 مايو/ أيار الجاري، بمدينة ليون الفرنسية، أن دراسات سابقة أثبتت أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر اكتئاب ما بعد الولادة، وكذلك خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان لدى النساء.
والرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد الأمهات أيضا، بحسب الدراسة، في الحفاظ على وزن صحي في الجسم، وتنظيم نسبة السكر في دمهن.
وقام الباحثون ضمن الدراسة بقياس علامات صحة القلب والأوعية الدموية لدى عدد من النساء بعد انقطاع الطمث، كما راجعوا تاريخهن مع الرضاعة الطبيعية؛ لكشف العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وأمراض القلب.
وعقب ضبط عوامل الخطر الأخرى التي تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك وزن الجسم والعمر ومستويات الكوليسترول وعادات التدخين، أظهرت النتائج أن النساء اللواتي أرضعن أطفالهن طبيعيا كانت لديهن مستويات منخفضة بشكل كبير من مؤشرات أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من العمر.
وبينت النتائج أن هذا التأثير كان أكثر ظهورًا عند النساء اللائي أرضعن رضاعة طبيعية لفترات أطول.
هرمون البرولاكتين وتقليل خطر السكري
وأرجع الباحثون السبب في ذلك لهرمون البرولاكتين الذي يلعب دورًا في تدفق لبن الثدي خلال الرضاعة الطبيعية.
وكانت أبحاث سابقة ربطت بين زيادة نسب هذا الهرمون وتقليل خطر الإصابة بالسكري، وهو عامل خطر رئيس لأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين يدرس الباحثون حاليًّا الآليات الجزيئية لكيفية تأثير البرولاكتين على نسبة السكر في الدم، وهو عامل خطر رئيس لأمراض القلب.
وقالت قائدة فريق البحث د. إيرين لامبرينوداكي: إن هذه النتائج تقدم أدلة إضافية على الفوائد الصحية طويلة الأجل للرضاعة الطبيعية، وأنه ينبغي تشجيع النساء على القيام بذلك متى أمكن ذلك.
وأضافت لامبرينوداكي أن الدراسة تدل على أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء، لكن هدفنا المقبل هو تحديد الأسباب الكامنة لهذا التأثير الوقائي.
وكشفت دراسة سابقة أن لبن الأم يساعد الأطفال الخُدج الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل على اكتمال نمو أدمغتهم.
وتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية، كما أفادت دراسة دولية أخرى، يمكن أن ينقذ حياة حوالي 820 ألف طفل سنويًّا حول العالم، أي حوالي 13 في المائة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويًّا.
ومنظمة الصحة العالمية تنصح بأن يظل حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيس للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقًا في الرضاعة الطبيعية، مع الغذاء الصلب، حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام.