موقع “IOL”: حصار قطر اردت بنتائج عكسية على الدول المحاصرة
رجح موقع “IOL” الجنوب إفريقي والمتخصص بالشؤون الاقتصادية والسياسية الدولية، أن الامارات كان لديها الرغبة، في أن يكون الحصار على قطر بمثابة ضربة قاضية لأحد منافسيها الرئيسيين، في اشارة لشركة الخطوط الجوية القطرية المميزة، والتي بدأت تكون اسماً قوياً في المجال الجوي شكل عقبة واضحة وتحديا كبيرا لشركات الطيران الإماراتية.
وقبل فرض الحصار من قبل السعودية والامارات ومصر وقطر، كانت الخطوط الجوية القطرية تتفوق على كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران؛ حيث سجلت الاتحاد خسائر بقيمة 2 مليار دولار في عام 2016 و1.9 مليار دولار في عام 2017، بينما من ناحية أخرى، سجلت الخطوط الجوية القطرية نموا سنويا بنسبة 20 ٪، وفي عام 2016 توسطت صفقة لشراء 100 طائرة جديدة للخطوط الجوية القطرية من بوينج لتصل قيمتها إلى 18 مليار دولار.
ووفق تقرير نشره موقع ” IOL “، تحت عنوان “كيف ارتد حصار قطر بنتائج عكسية؟” فانه من الواضح بشكل متزايد أنه كان من الصعب للغاية التنافس بفعالية ضد نموذج أعمال الخطوط الجوية القطرية ونجاحاتها وتوسعاتها المتعددة.
لكن الجانب المقلق بحسب الموقع، هو استمرار التصعيد بضراوة في الحصار، بصلافة وعناد كبيرين من قبل دول الحصار ذلك على الرغم من حقيقة أنه انتهى به الأمر كذلك إلى إلحاق الضرر بالبلدان المحاصرة اقتصاديا.
نتائج عكسية
ويستدرك تقرير الموقع بالقول “إذا كان الحصار قد سعى إلى إضعاف الخطوط الجوية القطرية، فإن الخطة ارتدت بنتائج عكسية مع انتقال الشركة من مرحلة قوية إلى مرحلة أقوى، ذلك رغم استمرار الحصار وتبعات الحظر الجوي المفروض عليها و التضييقات المتكررة على رحلات الخطوط الجوية القطرية من قبل دول الحصار، ورغم ذلك لم تتقدم شركة الخطوط الجوية القطرية سوى نحو الأمام وفتحت طرقا ومسارات جوية جديدة إلى إزمير والرباط، وتمكنت في هذا العام أيضاً من أن تمد رحلاتها الموسعة إلى مالطا ودافاو ولشبونة ومقديشو ولانغكاوي.
وأشار التقرير إلى أنه إذا كان نجاح شركة الخطوط الجوية القطرية غير كافٍ ومقنع لدول الحصار لإدراك هزيمتها، جاء حصد القطرية لجائزة أفضل درجة رجال أعمال في العالم العام الماضي، وحصولها على أفضل مقعد في درجة رجال الأعمال، وأفضل صالة مطار من الدرجة الأولى، وفازت بجائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط، لتؤكد على النجاحات المتعددة للشركة.
وكما هو الحال في العديد من الحالات، لم يؤد الحصار الاقتصادي على دولة قطر إلا إلى جعلها أقوى وأكثر اعتمادا على نفسها، ففي في العام الماضي، سجلت الخطوط الجوية القطرية زيادة قياسية في الأرباح الصافية بلغت 21.7٪، وعلى النقيض من ذلك، في الربع الأول من السنة المالية 2018/2019، انخفضت أرباح طيران الإمارات بنسبة 86 ٪، ولا تزال الاتحاد للطيران تكافح من أجل التنافس مع الخطوط الجوية القطرية، وقبل نصف عام، اضطرت إلى الاستغناء عن 50 طيارا وإلغاء شراء 10 طائرات جوية وتقليص مساراتها الجوية.
وأكد التقرير على فشل تلك المساعي الخبيثة مؤكداً أنه نادرا ما نجح التخريب في إسقاط الأمم أو الشركات المصممة على النجاح، فقد نجحت الخطوط الجوية القطرية أيضا في إبرام صفقة مع الاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة في الخليج توقع اتفاقية شاملة للنقل الجوي مع الاتحاد الأوروبي.
كما أنها أول شركة طيران في الشرق الأوسط والخامسة فقط في العالم كله تحصل على الاعتماد في برنامج التقييم البيئي للجمعية الدولية للنقل الجوي، كما طورت قطر ممرا اقتصاديا جديدا يشار إليه باسم مبادرة الحزام الناشئة الجديدة، والتي تشمل تركيا والهند وباكستان والكويت وعمان، ويبلغ إجمالي اقتصاداتها مجتمعة 2.1 تريليون دولار (31.7 تريليون راند)، ويُمكِّن الممر الجديد قطر من تنويع مصادر الدخل والإمداد، وإنشاء تحالفات جديدة.
درس الحصار
وتعمل قطر أيضاً مع كل من أنقرة وطهران، فحتى إيران استفادت بشكل كبير من الحصار حيث ازدادت نسب عائداتها من الرحلات الجوية المحولة التي تمر عبر مجالها الجوي، ويتمثل مغزى الدرس الذي كشفته أزمة الحصار في أنه عندما تحاول مجموعة من البلدان تدمير الإمكانيات الاقتصادية والسياسية لأحد الجيران والتي تعتبر مستقلة وناجحة بدرجة واضحة، كلما كان تصميمها أكثر إثباتا على مواصلة نجاحها المستقل وغير المشروط الذي يخشاه منتقدوها.