أمريكا تنشر صورا جديدة للناقلتين وتقرر إرسال قوات إضافية للمنطقة
استمراراً للتوتر الحاصل في المنطقة بين ايران و أمريكا ، عقب التطورات المتعلقة في الملف النووي الايراني، وما تبعه من حرب كلاميه وتطورات ميدانية تمثلت في تفجيرات حاملات النفط، نشرت أمريكا صورا جديدة قالت إنها “تثبت تورط إيران في الهجومين اللذين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عُمان الأسبوع الماضي “، وذلك بالتزامن مع قرارها إرسال نحو ألف جندي للمنطقة.
في إحدى هذه الصور، وعددها 11 صورة، يظهر جسم معدني دائري ملتصقا بجسم الناقلة اليابانية كوكوا كوريجيوس.
وبحسب وزارة الدفاع في أمريكا ، فإن هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر تؤكد واشنطن أن الإيرانيين ثبتوه على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.
وفي صورة أخرى، بدت الفجوة التي خلفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقا للبنتاغون، فإن قُطر الفجوة يزيد على متر.
ووفق بيان البنتاغون “إيران مسؤولة عن هذا الهجوم، كما تثبت ذلك أدلة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر”.
وبحسب الوزارة، فإن هذه الصور التقطتها مروحية ” سيهوك ” تابعة للبحرية الأميركية.
ويقول خبراء متفجرات في البحرية الأميركية إن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط الماء، يدل على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.
ولكن الطريقة التي استخدمت في إزالة اللغم الذي لم ينفجر -أي حوالي عشرة رجال على متن قارب سريع مزودين بسترات نجاة ولكن من دون معدات مضادة للانفجار- كانت في الواقع طريقة خطرة للغاية، وفقا لأحد هؤلاء الخبراء الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، والذي وصف العملية بأنها “سيناريو شديد الخطورة”.
وفتحت أمريكا تحقيقا بالتعاون مع دول عديدة أخرى لم تسمها، وأبدت دول الاتحاد الأوروبي حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات، رافضة -خلافا لبريطانيا- تبني اتهامات واشنطن لإيران.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان عن نشر نحو ألف جندي إضافي بالشرق الأوسط ضمن ما قال إنها “أغراض دفاعية” مشيرا إلى الخطر من إيران.
وقال شاناهان في بيان “الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة معلومات المخابرات الموثوقة التي تلقيناها بشأن السلوك العدواني للقوات الإيرانية ووكلائها من الجماعات التي تهدد أفراد الجيش والمصالح الأميركية في المنطقة”.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، اتهم ايران بتنفيذ الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان الخميس الماضي. وقال هنت في تصريحات له : ” تقديراتنا الاستخباراتية تشير أن إيران غالبا تقف وراء الاعتداءات على ناقلات النفط “.
وطالب الوزير البريطاني جميع الأطراف بـ”ضبط النفس بعد حادث الاعتداء على ناقلات النفط (في خليج عمان)”.
و استدعت وزارة الخارجية الإيرانية ، السفير البريطاني لدى طهران، على خلفية اتهام بريطانيا لطهران بتنفيذ الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان.
وكان الاتهام الأول الذي وجهته لندن لطهران، الجمعة، حين أصدر جيريمي هانت، بيانا قال فيه إنه “لا يوجد أي دولة أخرى باستثناء ايران يمكن تحمليها مسؤولية الهجمات”.
وصباح الخميس، تعرضت ناقلتي نفط لتفجيرات في مياه خليج عمان، وتم إنقاذ طاقميهما المكون من 44 شخصًا.
ويأتي الحادث بعد شهر من إعلان الإمارات تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ثم تأكيد الرياض، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي، قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وحملت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، في مايو/أيار الماضي، إيران أيضا المسؤولية عن تلك الهجمات.
ورفضت إيران وبشكل قاطع المزاعم الأمريكية بأنها تقف وراء الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان.
بدوره رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالقول إن المزاعم الأمريكية بشأن مسؤولية إيران عن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان تأتي في سياق “دبلوماسية التخريب” التي يتبناها ما سماه بفريق “بي” الذي يضم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.
وقال ظريف في تغريدة على تويتر “أن تقفز الولايات المتحدة على الفور لتقدم مزاعم ضد إيران دون أدنى دليل حقيقي أو عرضي، يكشف تماما أن الفريق (بي) ينتقل للخطة البديلة: دبلوماسية التخريب”.