واشنطن بوست: تحالف ترامب مع السعودية “وصمة عار لا تمحى”
” وصفة عار لا تمحى ” ، هكذا وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحالف ترامب مع السعودية وتجاهله لقضية مقتل الصحفي السعودية جمال خاشقجي على يد عملاء حكوميين من السعودية ، واهتمامه الكبير بصفقات الأسلحة .
وفي افتتاحيتها بعد أسبوعين من مقتل خاشقجي ، ذكرت الصحيفة أن ترامب قد حذر من عواقب شديدة للغاية إذا كانت السعودية مسؤولة عن هذه الجريمة، والآن وبعد ثمانية أشهر، فإن الرئيس الأمريكي يرفض إعادة مثل هذا التصريح، “ليبدو تصريحه ذاك وكأنه فورة أو زلة لسان لم يقصدها على الإطلاق”.
وتضيف الصحيفة ” بدلا من ذلك ولتعزيز تحالف ترامب مع بن سلمان ، أصبح ترامب بطلاً في البلاط الملكي السعودي، الذي أرسل فريقاً من القتلة لتصفية واغتيال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، العام الماضي”.
وتابعت الصحيفة ” الآن نعرف الكثير من تفاصيل تلك الجريمة .. وذلك بفضل تقرير المحققة الأممية الخاصة أغنيس كالامارد، الذي جاء فيه أن اثنين من أعضاء الفريق السعودي الذي اغتال خاشقجي تحدثوا عن آلية قتله وتقطيعه قبل دقائق من دخوله المبنى، حيث قال أحدهم سنفصل الرأس ثم نُقطّع الجسد، رغم أن الجسم ثقيل، كما جاء على لسان أحدهم، والذي قال إنه لأول مرة يُقطّع جثة على الأرض “.
علاوة على ذلك، قالت كالامارد، إن وفاة خاشقجي كانت جريمة قتل خارج نطاق القضاء، وإن السعودية هي المسؤولة عنها.
تحالف ترامب مع السعودية
ترامب، وخلال مقابلة متلفزة معه قبل أيام، قال إنه أجرى محادثات “رائعة” مع ولي العهد السعودي، الجمعة الماضي، على الرغم من أن محمد بن سلمان هو الشخص المسؤول عن إرسال فريق من العملاء الحكوميين لقتل وتقطيع خاشقجي.
ولكن هل طرح ترامب قضية الاغتيال مع بن سلمان؟ عندما سئل عن ذلك أجاب ترامب: “لا لم أفعل ذلك؛ لأنه لم يأت في سياق النقاش معه، والاتصال كان مخصصاً لمناقشة حملة الضغط ضد العدو اللدود للسعودية، إيران”، بعد أن أسقطت طائرة أمريكية من دون طيار.
بعد هذا السؤال راوغ ترامب مجدداً عندما قال إن إيران قتلت وتقتل الكثير والكثير من الناس يومياً، وإن الشرق الأوسط مكان شرير وعدائي، كما لو كان هذا التفسير كافياً لتجاوز قضية مقتل خاشقجي.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل عاد وذكّر بقيمة الأسلحة الأمريكية التي تشتريها السعودية، وعندما سُئل عمّا إذا كان يعتقد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يمكن له أن يسهم في التحقيق بقضية مقتل خاشقجي، قال ترامب: “أعتقد أنه تم التحقيق في هذه القضية بشكل كافٍ”، علماً بأن السعوديين لم يكشفوا حتى الساعة عن كيفية تخلصهم من الجثة، ولا يهمهم حتى محاسبة المتورطين بقتله، بحسب الصحيفة.
ويوم الاثنين الماضي، كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الرياض، والتقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وأشاد به مشيراً إلى اجتماعه معه بأنه كان “مثمراً”.
ولكن يبدو أن بومبيو، وفق ما تقول الصحيفة، لم يشأ أن يزعج الملك، لذا فإنه لم يثر معه قضية سجن وتعذيب النساء المدافعات عن حقوق المرأة.
فهل هذا ما قصده ترامب بـ”العواقب الوخيمة” التي ستواجه السعودية فيما إذا اتضح أن قتل خاشقجي كان متعمداً وكان برعاية رسمية سعودية؟ تتساءل “واشنطن بوست”.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن “قتل السعودية لصحفي يؤمن بالديمقراطية لا يبدو أنه يُهم ترامب بقدر ما يشغله ويهمه رعاية السعودية الديكتاتورية، فما الذي تحصل عليه الولايات المتحدة مقابل ذلك؟ ليس أكثر من وصمة عار لا تمحى في سجلها الأخلاقي، خاصة أنها تتحالف مع نظام يخوض حرباً إجرامية في اليمن”.