دور الفعال سبب رئيسي في الأزمة الخليجية .. تيلرسون يكشف حقائق جديدة عن حصار دولة قطر
أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون أن دولة قطر شريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً أن ثروتها وفعالية دورها في المنطقة السبب في الأزمة الخليجية .
و في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي حول الأزمة الخليجية ونشرت على موقع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، قال تيرلسون ، إن كثيرا من القضايا تراكمت بين الأطراف الخليجية مع مرور الوقت، وإن من بين هذه القضايا إطلاق قطر قناة الجزيرة الإخبارية سنة 1996، والتي تحولت فيما بعد إلى شبكة إعلامية دولية.
وأضاف في إحاطة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي استمرت سبع ساعات “تحدثت هاتفيا مع القيادة القطرية عقب قرصنة وكالة الأنباء القطرية، وأبلغوني بأن ما نشر على لسان أمير قطر حينها لا أساس له من الصحة، ولم أشك لحظة في قولهم”.
وذكر أنه تحدث إلى وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وطلب منهم عدم التصعيد وأنه أخبرهم بأن الأمر مصيري بالنسبة للأمن في المنطقة ويهدد مستقبل مجلس التعاون الخليجي وسيخلق تحديات أمام المصالح الأمريكية بما في ذلك الحرب الحالية ضد تنظيم الدولة.
وأكد في شهادته أن دولة قطر تتمتع بثروة هائلة مكنتها من أن تلعب دوراً إيجابياً لم يسبق لها أن لعبته، وأن ذلك تسبب أحيانا في حدوث خلاف في الآراء بين الأطراف الخليجية، مضيفا إنه يتفق مع الرئيس ترامب في قوله إن قطر شريك إستراتيجي مهم.
وجاء في شهادة تيلرسون أن نقل مقر القيادة الوسطى إلى قطر تم بطلب من السعودية وأن الجميع في المنطقة كان متفقاً مع ذلك الإجراء.
وحول مضيق هرمز قال تيلرسون: إن أمن المضيق لطالما أثار قلق القيادات في المنطقة.
ولفت إلى أنه لم يكن لديه علم بالعشاء الذي جمع المستشارين ستيف بانون وجاريد كوشنر مع قادة من السعودية والامارات في 20 مايو 2017.
وتابع “ذلك الأمر يغضبني لأنني لم تكن لدي كلمة ولم تكن آراء الخارجية الأمريكية حاضرة” وأن كوشنر لم يكن ينسق مع الخارجية الأمريكية ولا مع السفارات الأمريكية في البلدان التي كان يسافر إليها، وكان يقيم اجتماعات مع زعماء ومسؤولين بدون علم وزير الخارجية.
كما أكد أنه لم يكن على علم بقرار فرض الحصار على قطر، وأنه في ذلك التاريخ كان هو ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس في زيارة لأستراليا وتفاجآ بخبر الأزمة الخليجية وإعلان الحصار.
الدوحة مستقلة
وأكد تيلرسون أن الأزمة الخليجية مجموعة معقدة إلى حد ما من القضايا التي تعود إلى عدة سنوات، ربما إلى 20 عاماً، صعد معظمها إلى الواجهة في هذه السنوات القليلة الماضية حيث تعود إلى فترة استقلال قطر اقتصادياً وتطورها لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم مما جعل الدوحة مستقلة للغاية، وأصبح لها نفوذ أكبر في المنطقة مما كان لديهم سابقا.
وأشاد تيلرسون بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وقال إن سموه يمتلك تفكيراً تقدميا للغاية ولديه رؤية إصلاحية لصالح شعبه وكان ذلك محل رفض من بقية الدول في المنطقة.
وأضاف تيلرسون: هناك بعض القضايا القديمة بين السعودية والإمارات وقطر منها ما يخص العلاقات البينية وبعضها يتعلق بالقضايا الإقليمية، حيث بدأ القطريون في لعب دور أكثر نشاطاً في الشؤون الخارجية في المنطقة من دورهم السابق، أصبحت لدى الدوحة القدرة الآن للقيام بأشياء – بطرق كثيرة بطريقة إيجابية للغاية – وهذا قد يؤدي إلى تضارب في وجهات النظر بين الأطراف.
بين تيلرسون أن حصار دولة قطر هو تتويج لعدد من القضايا، منها شبكة الجزيرة التي أسستها قطر لأنها تملك القدرة والثروة للقيام بذلك، كما قال إن لحظة تخلي الأمير الوالد عن الحكم لفائدة صاحب السمو، اعتبرها بعض قادة الخليج هي أفضل وقت لمحاولة إجراء بعض التغييرات التي يريدونها في قطر.
وقال تيلرسون: “كنت أنا ووزير الدفاع في حينها، جيم ماتيس، وفوجئنا عندما سمعنا عن الحصار المفروض على قطر، الذي أطلقته السعودية والإمارات، حيث كنا في رحلة دبلوماسية إلى أستراليا، وبهذه اللحظات سارعنا لإجراء مكالمات مع الشرق الأوسط”. وبين في هذه المرحلة طلبت من جميع الأطراف التزام الهدوء وعدم التصعيد.
كما أبرز تيلرسون أهمية المنطقة عسكريا واقتصاديا لاستتباب الأمن في العالم، لذلك فإن وجود الولايات المتحدة في الخليج مهم للغاية، مبينا أن واحدا من التهديدات الكبيرة التي تتسبب في قلق لعدد من قادة العالم هو أمن مضيق هرمز لأن إمدادات النفط و الغاز تمر عبره.
وأضاف: ” كان لدي رأي حول مدى أهمية المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة وبالتالي مدى أهمية وجودنا في المنطقة بالنسبة للأمن في المنطقة سيما مع الوضع في العراق وبعد ظهور داعش.
وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق إن الدوحة شريك إستراتيجي حاسم يستضيف القيادة المركزية الأمريكية وإنه لم يكن على علم بوجود أي سياسات جديدة تجاه قطر.
وعن محاولات الوساطة التي قامها بها المسؤول الأمريكي السابق قال إن دول الحصار كانت لديهم رواية موحدة ومتقاربة وانه تحدث مباشرة مع صاحب السمو للحصول على رد فعله عليها. وفي تلك المرحلة، الشيء الأكثر إنتاجية هو مطالبة جميع الأطراف بعدم التصعيد. وتابع: “لذلك في تلك المرحلة، حثثت جميع الأطراف على التزام الهدوء، دعنا نتخلص من هذه الأزمة.”
وأوضح أنه عندما عدت إلى واشنطن، تمكنت من الحصول على معلومات أكثر شمولاً بعد إجراء الكثير من المكالمات الهاتفية مع جميع الأطراف، فيما تصاعدت الإجراءات من جانب الأطراف المحاصرة رغم محاولة إقناعهم بضرر الحصار على الأمن في المنطقة.
وبين تيرلسون أنه طلب من السعودية والإمارات والبحرين ومصر تخفيف الحصار على قطر لأن هناك عواقب إنسانية لهذا الحصار.