استثنى البيت الأبيض موقعي التواصل الاجتماعي الشهيرين، فيسبوك وتويتر ، من دعوة سيستضيف خلالها شركات الإنترنت الأميركية في “قمة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي”، التي من المقرر أن تُجرى الخميس المُقبل.
وبسبب معادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لم يتم دعوة موقعي فيسبوك وتويتر، حيث سيستضيف ” البيت الأبيض “، وسائل تواصل اجتماعي يمينية ومحافظة، وبعضها عنصري، والتي وصفها بـ”قادة العالم الرقمي”، من أجل مناقشة “الفرص والتحديات في بيئة الإنترنت اليوم”.
القمة تتزامن مع تصعيد ” ترامب ” اتّهاماته لمنصات الإنترنت الكبرى ” فيسبوك وتويتر ” بـ “التحيّز”، مدّعياً أنّ المسؤولين عن هذه المنصات يقمعون الأصوات اليمينية على الرّغم من العدد الكبير لمتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
موقع “فيسبوك” أكد أنّه لم يتلقّ دعوة للحضور، فيما امتنع موقع التغريد تويتر عن التعليق، لكنّ تقارير إعلامية ذكرت أنّه تمّ استبعاده أيضاً.
و تردّد أنّ من بين المدعوين مؤسّس شركة “بروجكت فيريتاس”، وهي مجموعة ناشطة تدّعي أنها تخترق شركات التكنولوجيا لتثبت المزاعم بتحيّزها، وفق بريد إلكتروني من المجموعة.
صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت أنّ مجموعات نشطة أخرى تم تقييد الوصول إليها عبر الإنترنت كانت أيضاً مدرجة في قائمة الضيوف. ومن بين هذه المجموعات “برايدجر يو” التي تروّج لمقاطع فيديو تحرض ضد المسلمين، و”تيرنينغ بوينت يو أس إيه” التي تزعم أنّ الجامعات الأميركية تقدّم “المصالح اليسارية” على ما عداها.
يأتي هذا اللقاء وسط موجة من الانتقادات لشركات التكنولوجيا الكبرى ليس من ترامب وحلفائه فحسب، بل أيضاً من نقّاد آخرين يزعمون أنّ هذه الشركات العملاقة كبرت أكثر مما ينبغي، وسط مكافحة هذه الوسائط الاجتماعية لخطاب الكراهية المنتشر على منصاتها.
ورفضت شركات التكنولوجيا الكبرى بشدّة أيّ ادّعاءات بتحيّزها سياسيا، بحجّة أنّ أي تحيّز من جانبها ذلك سينعكس سلبا على أعمالها.
في سياق آخر ، قال المؤسس المشارك لموسوعة ” ويكيبيديا “، لاري سانجر، إن ” شركات التواصل فيس بوك وتويتر تستغل البيانات الشخصية للمستخدمين لجني الأرباح على حساب الانتهاكات الجسيمة للخصوصية والأمن، حيث يمكنهم أن يصوغوا تجربتك، والتحكم في ما تراه، ومتى تراه”.
ويبدو أن المؤسس المشارك لموسوعة ويكيبيديا، الذي يشغل حاليًا منصب كبير مسؤولي المعلومات في موسوعة “Everipedia” المعتمدة على”الويكي”، غير راض عن كيفية تطور الإنترنت خلال ما يقرب من عقدين من الزمن منذ تأسيس الموسوعة في عام 2001.
وأطلق سانجر هذا الأسبوع إضرابًا ضد وسائل التواصل الاجتماعي للفت الانتباه إلى مخاوفه، وأوضح في إعلان الاستقلال الرقمي، المنشور على مدونته الشخصية، أن الإمبراطوريات الرقمية الهائلة يجب استبدالها بشبكات لامركزية من الأفراد المستقلين.

