نيويورك تايمز : خيبة أمل في السعودية بعد سحب الامارات قواتها من اليمن
أثار القرار الاماراتي بشأن سحب الامارات قواتها من اليمن ، غضب السعودية ، الأمر الذي جعلها تشعر بخيبة أمل تجاه قرار أبو ظبي.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، وصفت قرار ” سحب الامارات قواتها من اليمن ” بأنه ضربة للمجهود الحرب السعودي، خاصة بعد تأكيد مسئول اماراتي نبأ سحب القوات، ولفتت إلى أن السعوديين محبطين جداً من القرار.
ورغم محاولات كبار المسئولين في الديوان الملكي السعودي التدخل لمحاولة وقف ” سحب الامارات قواتها من اليمن ” ، لكن كل الجهود فشلت في ذلك.
من جهتها حاولت أبو ظبي تجنب اعلان قرارها بشكل علني ورسمي لتقليل عدم رضى السعودية عنه، لكن مسئولاً في السفار السعودية في واشنطن نفى حزن قادة المملكة للانسحاب الاماراتي، مؤكداً أن التحالف بين الامارات والسعودية استراتيجي حول أهدافهما في اليمن.
واعتبر المسئول السعودية أن “التبديلات العملياتية والتكتيكية خلال الحملات العسكرية أمور طبيعية، وتتم بالتنسيق مع التحالف”، مؤكدا أن “أي فراغ سيتركه الانسحاب، ستملؤه قوات يمنية تمّ تدريبها لتسلم زمام الأمور بمفردها”.
وأكد الدبلوماسيين الغربيين أن الإماراتيين بدأوا بالفعل تقليصاً كبيرا لقواتهم في اليمن، وأن ما دفعهم لذلك هو رغبتهم بالانسحاب من حرب أصبحت كلفتها عالية جداً، حتى وإن أدى ذلك لإغضاب حليفتهم السعودية، رغم حديثهم الإعلامي منذ أسابيع عن انسحاب “جزئي وتدريجي”.
من جهتها نقلت رويترز عن 4 مصادر مطلعة أن القوات السعودية في اليمن اتخذت إجراءات لتأمين ميناءين استراتيجيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بعدما خفضت الإمارات وجودها العسكري هناك بشكل كبير.
وأضافت المصادر أن الإماراتيين قلصوا انتشارهم حول ميناء الحديدية الاستراتيجي على البحر الأحمر، الذي كان ساحة القتال الرئيسية للحرب ضد الحوثيين العام الماضي، بنسبة 80%، وسحبوا طائرات الهليكوبتر الهجومية والأسلحة الثقيلة.
وقال قياديان عسكريان يمنيان ومسؤولان في الحكومة اليمنية، إن ” ضباطاً سعوديين تسلموا قيادة القواعد العسكرية في ميناءي المخا والخوخة، اللذين كانت القوات الإماراتية تستخدمهما لدعم حملة السيطرة على الحديدة، ولمراقبة الساحل “.
وأرسلت الرياض قوات إلى مدينة عدن الساحلية، وإلى جزيرة بريم الصغيرة البركانية في مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي للملاحة يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول إماراتي رفيع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، ” إن الهدف من الانسحاب هو دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت الأمم المتحدة لإتمامه في الحديدة ودخل حيز التنفيذ في ديسمب الماضي “.
ووفق المسئول فان التزام الامارات تجاه اليمن “لا يزال قائما”، مشيرا إلى أن القوات الإماراتية دربت 90 ألف جندي يمني على ملء الفراغ بعد انسحابها.
ووصف “مايكل ستيفنز” الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة (مقره لندن) الانسحاب الإماراتي بأنه “يضع السعوديين أمام حقيقة أن الحرب في اليمن فاشلة، كما يُظهر أن شريكي التحالف، لا يملكان تصوراً موحداً لمعنى نجاح هذه الحرب”.
ونوه “نايت” إلى أن خبرة السعوديين على الجبهات التي أعادوا انتشارهم بها قليلة، ما أثار المخاوف بشأن إمكانية نشوب صراعات مسلحة بين اليمنيين في ظل غياب الإماراتيين الذين أثبتوا قدرة على السيطرة في مناطق تواجدهم، لافتا إلى أن “الشيء الوحيد الذي يمنع الحوثيين من السيطرة على اليمن هو القوات الإماراتية” حسب قوله.
وربما أدى هكذا انسحاب إلى محاولة الحوثيين الاستفادة من الفراغ وإطلاق محاولات جديدة للاستيلاء على الأرض التي خسروها أمام مجموعة قتالية قادها الإماراتيون العام الماضي، بحسب زميل معهد واشنطن، الذي نوه إلى أن القتال استعر بالفعل في عدة بلدات استراتيجية جنوب الحديدة، ما يهدد خطوط الإمداد للقوات التي تقودها السعودية حول المدينة.
وذكرت نيويورك تايمز أن مسؤولي الإغاثة يحذرون من أن تصاعد القتال قد يؤدي إلى تعميق الوضع الإنساني الخطير بالفعل في بلد تهدده المجاعة منذ العام الماضي.