يتطور العلم البشري بشكل قد يفوق الخيال في بعض الأحيان، هذا التطور لم يقتصر على تصنيع الريبورتات الآلية والتطور الهائل في مجالها، لكنه يسعى للدخول والتأثير على تفاصيل دماغ الناس من خلال دمج شرائح الذكاء الصناعي بالأدمغة البشرية.
الرئيس التنفيذي لشركتي “تيسلا” و”سبيس إكس”، إيلون ماسك، أعلن عن مخطط ستعمل عليه شركته الجديدة لزرع رقاقات حاسب في أدمغة الناس.
ويقول الملياردير الأمريكي الرئيس التنفيذي للشركة ، ” إن هذه الرقاقات ستعالج أمراض الدماغ وتمكن الذكاء الخارق “.
شركة “نيورولينك (Neuralink) “، التي أسسها إيلون ماسك قبل عامين، قالت انها “تخطط لبدء اختبارات تقنية ‘واجهة الدماغ والحاسب’ على البشر في العام المقبل، وذلك بعد تحقيقها تقدمًا ملحوظًا في عملية إنشاء جهاز لاسلكي قابل للزرع يمكنه، نظريًا، قراءة عقلك”.
وأضاف ماسك “التقنية ستساعد في حل اضطرابات الدماغ بجميع أنواعها وتسمح للبشر بالاندماج مع الذكاء الاصطناعي، وجرى اختبارها حتى الآن على القرود والجرذان”.
الرقاقة الصغيرة، البالغ مساحتها 4×4 ميليمتر، تتصل بألف خيط مجهري أصغر من الشعر البشري، وتدخل الدماغ من خلال أربع فتحات محفورة في الجمجمة، وستكون الأقطاب الكهربائية على الخيوط قادرة على مراقبة “الطفرات العصبية”، وهي النبضات الكهربائية التي تشير إلى النشاط في المخ.
الأقطاب الكهربائية ستكون قادرة على القراءة من الدماغ والتأثير على السلوك، وإرسال هذه البيانات إلى تطبيق الهاتف الذكي.
هذه التقنية تعد أحدث جهد طموح لإيلون ماسك، الذي تبلغ ثروته 24 مليار دولار، بعد شركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا، وشركة استكشاف الفضاء سبيس إكس، وشركة حفر الأنفاق تحت الأرض “The Boring Company”.
ويفترض استخدام أول نسخة من هذه التقنية لمساعدة المرضى المصابين بالشلل على التحكم في هواتفهم الذكية ولوحة مفاتيح الحاسب. ويمكن للنسخ اللاحقة علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الدماغ، بالاعتماد على تقنيات، مثل التحفيز العميق للمخ المُستخدم لعلاج الرعاش لدى مرضى “باركنسون”.
ماسك قال إن “النسخ المتطورة ستسمح في نهاية المطاف بالارتباط بين الدماغ وجهاز الحاسب، مما يزيد من الذكاء البشري ويسمح له بمنافسة الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذا سيعني التعايش مع الذكاء الاصطناعي”.
واختبرت النسخة المبكرة من التقنية على الفئران، لكن ماسك قال: لقد أجرينا اختبارات محدودة على القرود بنتائج إيجابية، وقد تمكن القرد من التحكم في الحاسب بواسطة دماغه.
وقالت نيرولينك: “نحن ملتزمون بإجراء تجربة إكلينيكية إنسانية في وقت مبكر من عام 2020، وذلك بمجرد حصولنا على موافقة من إدارة الأغذية والعقاقير” .
وتأمل الشركة أن تتمكن من توفير التكنولوجيا لأول مريض بشري قبل نهاية عام 2020، وتريد تثبيت الرقاقة بغضون ساعات قليلة، دون زيارة المستشفى، وذلك باستخدام أشعة الليزر لإحداث الثقوب في الجمجمة.
وستكون الخيوط صغيرة بما يكفي لتجاوز الأوعية الدموية في المخ دون التسبب في صدمة، وسيكون بإمكان الجهاز، المثبت خلف الأذن، بث واستقبال الإشارات، مما يسمح للرقاقة بالتفاعل مع جهاز الحاسب أو الهاتف الذكي.