مجلة الإيكونومست البريطانية تنتقد حرام القطريين من الحج وتسييس أماكن العبادة
انتقدت مجلة ” الإيكونومست ” البريطانية ، تسييس المملكة العربية السعودية لموسم الحج ، خاصة بحق الحجاج القطريين ، الذي وضعت أمامهم العراقيل من قبل السلطات السعودية منذ عامين.
وقالت مجلة “الإيكونومست” في تقرير لها إن الحكومات العربية تسعى للتحكم في الوجهة التي يرغب مواطنوها في قضاء إجازة الصيف بها.
وفي تندر واضح على وضع الشرق الأوسط فيما يتعلق بهذه المسألة قالت المجلة ” إنه حتى إجازتك الصيفية تتدخل فيها السياسة في منطقة الشرق الأوسط “.
المجلة تحدثت في تقريرها عن تسييس السعودية للحج بوضع العراقيل امام الحجاج القطريين بعد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر في يونيو 2017 .
وفي سخرية من “الإيكونومست” على عنوان نشر في وسائل الاعلام السعودية يقول “تركيا ليست آمنة كوجهة سياحية”، قالت المجلة في مقالها ” إن عنوانا من هذا القبيل ، يبدو وكأنه يسعى لتصوير بلد مثل تركيا يجتذب ما يقدر ب 39 مليون سائح أجنبي كل عام على أنه على شفا الانهيار “.
المجلة تضيف معلقة على السياحة في تركيا ” إن سفارة المملكة العربية السعودية في أنقرة حذرت ايضا في جهد واضح لإثناء السعوديين عن السفر لتركيا من تزايد في عدد الجرائم التي قد تستهدف المواطنين السعوديين، مدعية بأن 2,187 شخصًا قُتلوا في أعمال عنف بالأسلحة النارية في تركيا في عام 2017 ، وتواصل المجلة سخريتها فتقول بين قوسين (لم تحذر السعودية مواطنيها بشأن السفر إلى أمريكا وحيث وفيات الأسلحة أكثر شيوعًا ).
وتابعت المجلة البريطانية إن “الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن زائرا سعوديا لتركيا قتل بالفعل هناك العام الماضي وقطعت جثته إلى أجزاء لكن قتلته لم يكونوا أتراكا إنما كانوا عبارة عن فرقة قتل سعودية قامت بتنفيذ كل جريمتها داخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول ،وكان المغدور هو الصحفي المعروف “جمال خاشقجي” جزاء لما كان يسببه من إزعاج للنظام السعودي.
وخصلت المجلة إلى استنتاج مفاده أن ” جريمة قتل “خاشقجي” زادت العلاقات بين أنقره والرياض سوءا ومن ثم تبدو الحملة التي يشنها مسؤولون سعوديون لإثناء مواطنيهم عن السفر إلى تركيا منطقية وليس لأي سبب حقيقي آخر “.
تضيف المجلة إن “هذه ليست المرة الأولى في تاريخ تحكم السعودية في حياة مواطنيها ووجهة سفرهم ففي العام 1989 ، سرق عامل تايلندي مجوهرات من قصر أمير سعودي ، فيما تم تداوله إعلاميا باسم “قضية الماس الأزرق”، ثم قُتل ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في بانكوك في حوادث غامضة قد تكون أو لا تكون مرتبطة بالسرقة، وبعدها مباشرة تقول المجلة إن المملكة حظرت سفر مواطنيها جميعا إلى تايلاند ،ورغم أن معظم المجوهرات تمت إعادتها وفقا للمجلة إلا أن الحظر على سفر المواطنين إلى تايلاند ظل قائما “.
وتطرقت الصحيفة للحديث عن وضع العديد من الدول العربية فيما يتعلق بتدخل السياسة في شؤون السفر والسياحة ، فتشير إلى أن مصر وهو البلد الذي يتحدث اللغة العربية ويتميز برخص الأسعار كان دائما وجهة شعبية للسياح الخليجيين ، لكنهم يتجنبونها الآن بسبب شؤون السياسة فقد كانت مصر ، وكما تشير “الايكونومست” واحدة من أربع دول شاركت في فرض حصار على قطر منذ العام 2017،
بل إن الحظر قد حول شعيرة الحج إلى مكة كما تقول المجلة إلى أمر تتنازعه شؤون السياسة حيث تواجه السعودية اتهامات بعرقلة أداء الحجاج القطريين مناسكهم في ظل الخلاف القائم بين البلدين.
وتواصل المجلة تعداد مناسبات من هذا القبيل فتقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة منعت سفر مواطنيها إلى لبنان منذ عام 2012 ، وفي مصر تقول “الإيكونومست” فإنه يتعين على المواطنين الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاما الحصول على إذن أمني في حالة رغبتهم في زيارة تركيا ، وتتندر المجلة على حالة لسيدة مصرية اكتشفت انها تحتاج إلى إذن سفر وهي في المطار بينما كانت متوجهة إلى اسطنبول لإمضاء عطلة مع زوجها الأجنبي فتقول المجلة إن كل ما ساعدت به سلطات أمن المطار السيدة هو أنها نصحت زوجها بالسفر وإمضاء العطله دون زوجته !!
وتخلص “الإيكونومست” إلى أنه وعبر سعي سلطات السعودية لإثناء مواطنيها عن السفر إلى تركيا فإن الحكومة السعودية ربما تحاول تنشيط سياحتها الداخلية وتشير المجلة إلى أن العاهل السعودي سعى ليضرب مثلا خلال الصيفين الماضيين فعوضا عن إمضاء عطلته الصيفية كالعادة في قصره بالمغرب فإنه أمضاها فيما يسمى بمنتجع نيوم السعودي تحت الإنشاء وهي مدينة قيل إن تكلفة إنشائها تصل إلى 500 مليار دولار على ساحل البحر الأحمر لكن المجلة تقول إن الحرارة في هذه المنطقة لا تطاق في الصيف لكن ما قد يكون إيجابيا في إمضاء الصيف في هذا المكان هو أن الشواطئ تبدو مهجورة فالمدينة لم يسكنها أحد بعد.