بعد اعلان الرئاسة التونسية وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ، بساعات أعلن رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر نفسه رئيساً للبلاد ، فيما أعلنت الحكومة التونسية الحداد الوطني لمدة سبعة أيام مع تنكيس الاعلام بالمؤسسات الرسمية على وفاة الرئيس.
نائب رئيس مجلس الشعب التونسي عبد الفتاح مورو، أعلن أن رئيس البرلمان محمد الناصر تولى بعد ظهر اليوم الرئاسة المؤقتة للجمهورية التونسية، وقال للصحافيين إن محمد الناصر سيؤدي اليمين في البرلمان اليوم عند الساعة 16:00. وبحسب الدستور فإن الناصر يمكنه تولي الرئاسة الموقتة لمدة أدناها 45 يوما وأقصاها 90 يوما.
وشدد الناصر في تصريح للتليفزيون الرسمي على أن “الدولة ستستمر وحسب دستور تونس، فإن رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) هو الذي يتولى رئاسة الجمهورية”. وقال رئيس البرلمان، إن الدولة التونسية مازالت مستمرة، مضيفا أنه حسب الدستور يتولى رئيس البرلمان منصب رئاسة الجمهورية.
وتوجّه محمد الناصر بـ”نداء لتعزيز وتوحيد الصف للتضامن حتى نتمكن من مواصلة السير نحو مزيد من التقدم ومن تحقيق طموحات الشعب التونسي”.
وتابع الناصر، “أود أن أثمّن ما قام به الرئيس (الراحل) الباجي قائد السبسي في بناء دولة الاستقلال ثم في رئاسة الجمهورية في السنوات الخمس الماضية”.
ومن المقرر أن يعقد مكتب البرلمان (أعلى هيئة في الدولة)، اليوم، اجتماعا طارئا للنظر في مسألة سدّ شغور منصب رئيس الجمهورية، وذلك بحضور رؤساء الكتل البرلمانية.
وأفاد رئيس كتلة الائتلاف الوطني (45 نائبا) مصطفى بن أحمد، في تصريحات إعلامية، بالبرلمان، أنه “بعد استشارة رئاسة البرلمان لرئيس محكمة التعقيب بتونس (أعلى قاض في تونس) سيتم عقد اجتماع لمكتب البرلمان للإعلان لاحقا عن تطبيق الفصل 84 من الدستور”. وأضاف بن أحمد أنه “بتطبيق هذا الفصل يتولى رئيس البرلمان منصب رئيس الجمهورية”.
ويؤكد الفصل 84 من الدستور التونسي على أنه “في حالة تقديم رئيس الجمهورية استقالته أو الوفاة أو العجز الدائم، فإن على المحكمة الدستورية أن تجتمع فورا، وتقرّ الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية، وتبلّغ ذلك إلى رئيس مجلس نواب الشعب الذي يتولى فورا مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لمدة أدناها خمسة وأربعون يوما وأقصاها تسعون يوما”.
كما ينص الفصل 86 على أنه “يمارس القائم بمهام رئيس الجمهورية، خلال الشغور الوقتي أو النهائي، المهام الرئاسية. ولا يحق له المبادرة باقتراح تعديل الدستور، أو اللجوء إلى استفتاء، أو حل مجلس نواب الشعب. وخلال الفترة الرئاسية المؤقتة، يُنتخب رئيس جمهورية جديد لمدة رئاسية كاملة”.
يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة الحداد الوطني لمدة أسبوع على وفاة رئيس الجمهورية، وقررت إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات وذلك حتى إشعار آخر.
وألغى البرلمان التونسي الاحتفال بالذكرى الـ62 لإعلان النظام الجمهوري، التي يحتفل بها في 25 تموز/ يوليو من كل عام، وقال المجلس إنه ألغى “الاحتفال بالذكرى 62 لإعلان النظام الجمهوري”، وذلك إثر وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي.
وفي تدوينة نعى فيها الرئيس الراحل على حسابه الخاص بموقع “فيسبوك”، اعتبر رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، أن حكمة السبسي، “جنّبت الشعب ويلات التدافع والتصادم”.
وأضاف: “ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس في ذكرى عيد الجمهورية التي بذل الجهد لها من يوم إعلانها إلى اختياره كأول رئيس منتخب من الشعب”، وتابع: “آمن الفقيد الكبير بتونس وببناتها وأبنائها، وساهم إبان الاستقلال في كل المواقع السيادية في بناء الدولة”.
وأوضح أن الرئيس الراحل “قرّب بعد الثورة بحكمته وصبره وسعة صدره بين النفوس والضمائر، فجنّب الشعب ويلات التدافع والتصادم وقاد مرحلة الانتقال الديمقراطي وكان حريصا على بناء المؤسسات الدستورية واستكمالها”.
ودعا إلى “الوحدة الصماء والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسسات الدولة الدستورية صونا لمستقبل تونس وحاضرها”.