يعتقد بعض الأشخاص أن البكاء هو نوع من أنواع الضعف للإنسان ، وأن قوة الرجل تقاس في بعض المجتمعات بأنه شخص لا يبكي ، لكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً، فيمكننا القول أن البكاء للإنسان مفيد للصحة ومهم .
دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية (Emotion) كشفت أن البكاء من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على صحتك.
الباحثون القائمون على الدراسة، أوضحوا أنه خلال التجربة، كلب من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو حزينة من ثم وضع أيديهم في ماء مثلج، ولاحظ الباحثون أن أولئك الذين بكوا خلال مشاهدة هذه المقاطع، كان تعامل جسمهم مع الماء المثلج أفضل مقارنة بغيرهم.
وأشار الباحثون أن المجموعة التي بكت، كان معدل التنفس لديها والتحمل خلال التجربة أكبر مقارنة بالاخرين.
وأفادوا أن البكاء يعمل كالية تساعد الجسم في عملية التأقلم والشفاء، وقد يعود السبب في ذلك إلى التغييرات النفسية التي تحدث خلال البكاء.
حيث يعتقد أن البكاء يساعد في تخليص الجسم من السموم، كما يعمل على التقليل من التوتر والأمور النفسية الصعبة.
وخلال التجربة، أكد الباحثون أن النساء أكثر عرضة للبكاء من الرجال، وبعد فحص مستويات الكورتيزول لدى المشاركين، وجدوا أن أولئك الذين بكوا، كان معدل التنفس ونبضات القلب طبيعية أكثر لديهم مقارنة بغيرهم.
و أفاد الباحثون أن التأثير قد يختلف من شخص لاخر، إلا أنه بشكل عام قد يكون البكاء جيد للصحة النفسية والجسدية.
و تُعرف الدموع علمياً على أنّها مجموعة من السوائل، ولها طعم مالح ويتمّ إفرازها أو ذرفها من غدد دمعية موجودة في العين، وهي في الأصل ردة فعل على المشاعر التي يشعر بها الإنسان من فرح وحزن وألم.
وبشكل عام يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواعها، الأولى وهي الدموع الطبيعية التي يتمّ إفرازها بشكل طبيعي وبكميات كبيرة وسريعة؛ حتى تحافظ على صحة وترطيب العين وحركة جفونها، والثانية هي دموع التهيّج وهذه تخرج عندما تتعرّض العين لمؤثّر أو مهيّج معين كالغبار، والدخان، أو الشوائب، أو حتى البصل، والثالثة هي الدموع العاطفية التي تخرج عند الشعور بالحزن أو الفرح، والنسبة الأكبر المقدّرة بحوالي 75% تكون عند الحزن، وما تبقى أيّ 25% تخرج عند الشعور بالفرح.
و الجدير بذكره أنّ العينين تخرجان مليلتر ونصف من الدموع يومياً، وهذه الكمية أو النسبة تقلّ كلما تقدّم الإنسان في العمر وتحديداً عند المرأة وعند وصولها لمرحلة أو سن اليأس.
وكشفت الدراسات أنّ معدل بكاء المرأة سنوياً يصل لحوالي أربعة وستين مرّة، أمّا الرجل فيبكي سبعة عشرة مرّة، وهذا يرجع لأسباب هرمونية تتعلق بهرمون البرولاكتين الموجود عند النساء بنسبة أكبر، وهو نفسه المسؤول عن إفراز حليب الرضاعة.