لوس أنجليس تايمز : السعودية باتت وحيدة في اليمن
قالت صحيفة أمريكية ان السعودية تبدو وحيدة في اليمن وتطلب دعماً عسكرياً أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة منها لمواصلة حرب غير شعبية ، يظهر فيها أن النصر بعيد المنال.
وقال فارع المسلمي مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية على صحيفة لوس أنجليس تايمز: “هذه الحرب لم يكن النصر فيها ممكنا في المقام الأول”، مضيفا: “مع ذهاب أهم حليف فهذا الوهم لم يعد قائما”. وفي الوقت نفسه، لا يوجد ما يشير إلى أن السعودية والحوثيين مستعدان للتفاوض ووقف القتال.
الصحيفة الأمريكية ذكرت في تقريرها عن أحداث عدن، تحت عنوان “في وقت يقلل فيه حليفها حضوره في اليمن ، تواجه السعودية منظور حرب لا انتصار فيها”، إنه وبعد أربعة أعوام من محاولة السعودية ودول أخرى إعادة الحكومة الشرعية إلى العاصمة صنعاء وهزيمة الحوثيين، خلفت الحرب وراءها 100 ألف قتيل من المدنيين، وأدت إلى مجاعة أصابت الملايين، وجعلت البلاد صنوا للبؤس.
وأضافت يبدو اليمن بالنسبة للكثير من الأمم لا أمل فيه، لدرجة أن أقرب حليف للسعودية، وهو الإمارات، قرر سحب قواته.
وفي ظل قيادة محمد بن سلمان، جمعت السعودية تحالفا من 9 دول في المنطقة وإفريقيا بهدف الإطاحة بالحوثيين وإعادة الحكومة التي يقودها عبد ربه منصور هادي. وأطلقت الرياض العنان لحملة جوية، وفرضت حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على البلد الفقير بشكل وضعه على حافة المجاعة.
الإمارات قادت القوات البرية إلى جانب مقاتلين من الجنجويد السودانيين والفصائل اليمنية في الجنوب.
وفي الوقت نفسه، قدمت الولايات المتحدة المعلومات الأمنية والدعم اللوجيستي، بما في ذلك تقديم الوقود للطائرات السعودية في الجو، كما سرعت من صفقات السلاح لكل من السعودية والإمارات.
وكان من المفترض أن ينتهي التدخل العسكري بعد أشهر، إلا أن المحللين باتوا يرون أنه أصبح مستنقعا يذكر بفيتنام مع الأمريكيين. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على كل مناطق الغرب، بما فيها صنعاء والمناطق الشمالية قرب الحدود مع السعودية وأجزاء من المناطق على البحر الأحمر.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن آثار الحرب على المدنيين كانت مدمرة. وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن 24.1 مليون من 28 مليون نسمة بحاجة لدعم، فيما يحتاج 10 ملايين نسمة إلى مساعدة عاجلة. وهناك 18 مليون نسمة بحاجة للمياه الصحية، و19 مليون نسمة لا تتوفر لديهم العناية الصحية.
وفي تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير، جاء أن الكثير من اليمنيين أصبحوا أكثر مرضا وجوعا وعرضة للخطر من العام الماضي. وعانى السكان في عام 2017 أسوأ وباء للكوليرا، حيث تم الحديث عن إصابة مليون شخص حسب منظمة الصحة العالمية. وأدى تدهور الوضع الإنساني إلى تحرك المنظمات الدولية، وحتى المشرعين في الكونغرس، خصوصا بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي العام الماضي.
ويرى بيتر سالزبري، الخبير في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، أن السعودية لن توافق على تغيير في الوضع إلا في وضع انتصار، و”المشكلة الآن من منظور الحرب هي أن السعودية وإدارة ترامب غير مستعدتين لعمل هذا دون أن يكون هناك “نصر ملموس”للرياض”.
وقال سيناتور ديمقراطي عن نيوجرسي: “أعتقد أن كل زملائي يتفقون على أن الولايات المتحدة والسعودية بحاجة لتصحيح المسار”.
وأضاف العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة الشؤون الخارجية أن “عملية القتل الوحشي لجمال خاشقجي، الصحافي المقيم في الولايات المتحدة، في قنصلية السعودية في إسطنبول، ربما كانت القشة الأخيرة الوحشية التي قصمت ظهر البعير، وعلينا أن نعيد النظر في علاقاتنا”.
ورأت الصحيفة أن ما أطلقت عليه الإمارات انتشارا إستراتيجيا هو اعتراف بالأفق المسدود للحرب. وخرج أكثر من 5 ألف جندي إماراتي، مع أن البعض يرى أن عددهم 10 آلاف، من اليمن مع أسلحتهم الثقيلة. وهذا الأمر واضح في المناطق المحيطة بميناء الحديدة.