لماذا تبقى الإمارات على قواتها داخل أكبر منشأة استراتيجية في اليمن !!
رغم توقيع اتفاق الرياض الذي شابه الكثير من ” التفاصيل الخفية “، ورغم تهرب الإمارات من حسم الكثير من القضايا المعتقلة بها، كالسجون السرية والمعتقلين قسراً في سجونها ، واستعجال السعودية لإنجاز الاتفاق قبل حل هذه القضايا المصرية، إلا أن دولة الإمارات أبقت سيطرتها على أكبر مشروع اقتصادي في اليمن.
التقارير الإعلامية الفرنسية ، فيما يتعلق بسجن إماراتي داخل منشأة نفطية يمنية، أعاد التذكير بأكبر مشروع اقتصادي تم السيطرة عليه من قبل الإمارات في اليمن، حيث حولته الأخيرة إلى ثكنة عسكرية، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد ، حتى الوصول إلى اتفاق الرياض.
واحتضنت الرياض ، الأسبوع الماضي توقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، اتفاقاً يقضي بانهاء الصراع في مناطق الجنوب في اليمن ، وذلك بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الاتفاق بين الطرفين اليمنيين، وقع عليه عن الجانب الحكومي نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، وعن المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي.
وكان من المفترض بعد توقيع اتفاق الرياض أن يحدث تحولاً في الكثير من التفاصيل على الأرض، وأن تسطير الحكومة اليمنية على الإيرادات التي عملت الإمارات على تعطيلها منذ سنوات.
الوجود الإماراتي لا يزال مستمراً في منشأة “بلحاف” الاستراتيجية، في محافظة “شبوه” رغم سيطرة القوات الحكومية على مختلف المناطق، خاصة بعد المعارك التي خاضتها مع قوات ما يعرف بـ”النخبة الشبوانية”، الذراع الإماراتية في المحافظة.
وذكرت مصادر مطلعة أن قوات من الجيش اليمني، وصلت إلى بوابة المنشأة، بعد السيطرة على معسكرات النخبة، إلى أنها منعت من الدخول بأوامر من القوة الإماراتية الموجودة في “بلحاف”، قبل انضمام القوات السعودية إليها.
ووفق المصادر ، فان التواجد الإماراتي، المحدود، بدا مختلفاً عن السابق، حيث كانت بلحاف هي المنطقة التي يدير من خلالها الإماراتيون أذرعهم المحلية في “شبوة “، حيث منعوا الحكومة اليمنية، من تشغيل المنشأة، وهي تعتبر أكبر مشروع اقتصادي في اليمن.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تحدثت عن تحويل الإمارات منشأة مرتبطة بشركة “توتال”، إلى سجنٍ سري، مُورست فيه أعمال تعذيب ضد المعتقلين.
وكان السجن الإماراتي، في هذه المنشأة، بمثابة محطة مؤقتة أحياناً، لنقل المحتجزين إلى سجون أخرى الإمارات، خارج اليمن.
وكان محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، ذكر في تصريح سابق، أنّ أبو ظبي، عملت على تحويل منشأة بلحاف إلى “ثكنة عسكرية”.
وأدت ممارسات الإمارات تلك إلى منع تشغيل مشروع إنتاج الغاز المسال الذي بدأ الإنتاج في العام 2009، والذي يرتبط أيضاً مع محافظة مأرب، حيث أدى ذلك، إلى خسارة اليمن مليارات الدولارات، بسبب توقفه، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، سلط الضوء في تصريحات غير معتادة على الممارسات الإماراتية في شبوة، حيث كشف عن أن قيادة “القوات الإماراتية” في “بلحاف”، منعته من الوصول، لوضع حجر الأساس لمشروع ميناء في المحافظة.
وتلقت أبوظبي ضربة قوية، بخسارة السيطرة على المحافظة، في أعقاب المواجهات التي شهدتها المحافظة في أغسطس/آب الماضي.
وتبقى الرياض التي رعت الاتفاق في اليمن ، أمام اختبار تنفيذ هذا الاتفاق، بما في ذلك اعادة تشغيل المنشأة، إذ أن بقاء القوات الإماراتية في المكان يمنع تشغيلها ومن شأنه أن ينعكس على آمال اليمنيين الذي ينتظرون التغيير والدخول في مرحلة جديدة.