تتواصل المظاهرات الشعبية في العاصمة الإيرانية طهران، وعدد من المدن الجنوبية في البلاد، وذلك إثر حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية بشكل غير متعمد، وتأتي الاحتجاجات بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في وقت سابق من شهر ديسمبر من العام الماضي، تنديداً بالأوضاع المعيشية المتدنية التي شهدتها البلاد، بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية حزمة من العقوبات الاقتصادية على طهران بسبب الاتفاق النووي الإيراني، ودعمها للمنظمات الإرهابية في المنطقة، حسب الرواية الأمريكية.
وتوافدت عشرات المئات من جموع المتظاهرين الى الساحات والشوارع الرئيسية في العاصمة طهران وعدد من الميادين الأخرى وسط البلاد وخاصة في ساحة آزادي، منددين بحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية ، وردد المحتجين شعارات مناهضة لقوات الأمن والجيش والحرس الثوري الإيراني، بينما أقدمت القوات الأمنية في مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين من الشوارع.
ووفق شهود عيان، فإن المتظاهرين رفعوا في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة ومدن أخرى مثل: “آمل ومشهد ويزد وشيراز وأصفهان وتبريز وآراك ويزد وأهواز وقزوين وكرمانشاه وسنندج” شعارات ورقية تندد بسياسات الحكومة والنظام الإيراني وطريقة تعاملها غير الجاد والمقنع مع حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية.
كما شهدت الوقفات الاحتجاجية تمزيق صور وشعارات خاصة بقائد فيلق القدس السابق الجنرال الإيراني قاسم سليماني، والذي اغتيلا يوم قبل أيام إبان شن طائرة أمريكية مسيرة غارة مباشرة على سيارة كان يقلها برفقة نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في العراق.
وخلال المظاهرات أغلق المحتجين الطرق الرئيسية الموصلة بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك باستخدام حاويات النفايات وحرق ما بداخلها لتشويش الرؤية، مرديين بعض الهتافات المنددة بشخصيات من النظام الإيراني مثل: “الموت للدكتاتور”، و”الموت لخامنئي” ( في إشارة الى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية)، حسب شهود عيان.
واستطاع بعض المتظاهرين التقاط بعض المقاطع المصورة، والتي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت عشرات المحتجين أمام جامعة وسط العاصمة وعشرات أخرين في أماكن أخرى في وسط البلاد، وهم يهتفون: “يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا.. عدونا هنا”.
في حين أن رئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني، خرج وأعتذر عن إسقاط الطائرة الأوكرانية ، مشيراً الى أن العملية نُفذت بشكل غير متعمد.
المصدر: مرآة العرب