وجاء في البيان أن لديهما معلومات تشير إلى “احتمال ضلوع” ولي العهد السعودي في اختراق هاتف بيزوس للتأثير على واشنطن بوست بشأن تغطيتها للأخبار المتعلقة بالسعودية.
وبحسب البيان، تبادل بن سلمان و بيزوس أرقام هواتفهما قبل شهر من قرصنة هاتف الأخير، كما حدثت القرصنة في نفس الشهر الذي اخترقت فيه هواتف اثنين من المقربين لخاشقجي.
كما أوضح البيان الأممي أن البرنامج الذي استخدمه بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
واعتبر المسؤولان الأمميان أن توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن بن سلمان أمر أو حرض على قتل خاشقجي، وأن الادعاء المتعلق باختراق الهاتف يتفق مع الدور البارز لمحمد بن سلمان في قيادة حملة ضد معارضيه.
وأضاف البيان أن تلك الاتهامات “تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية”.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية -عن مصادر مطلعة على نتائج تحقيق جنائي للأمم المتحدة ينشر اليوم- قولها إن الرسالة التي بعثها ولي العهد السعودي إلى الملياردير الأميركي عبر تطبيق واتساب احتوت على ملف خبيث اخترق هاتف الملياردير الأميركي.
وبينت غارديان أن رسالة بن سلمان بعثت في الأول من مايو/أيار 2018، أي قبل خمسة أشهر من قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.
وأكدت الصحيفة -نقلا عن مصدر مطلع على التحليل- أن كميات كبيرة من البيانات سُحبت من هاتف بيزوس، دون الكشف عن طبيعتها.
نفي سعودي
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لوكالة رويترز “أعتقد أن كلمة منافية للعقل هي الوصف الدقيق”، مضيفا أن “فكرة أن يخترق ولي العهد هاتف جيف بيزوس فكرة سخيفة بالتأكيد”.
وذكر الوزير أن المملكة ستحقق في الأمر إذا تم تقديم أدلة تدعم تلك الاتهامات
كما نفت السفارة السعودية بواشنطن تقارير عن مسؤولية ولي العهد عن الاختراق، وطالبت في تغريدة على حسابها على تويتر بإجراء تحقيق في هذه الادعاءات “حتى تتجلى الحقائق”.
ظاهرة متنامية
ومن جهته، طلب السيناتور الديمقراطي رون وايدن من بيزوس عبر رسالة مكتوبة تقديم توضحيات حيال اختراق هاتفه، كي يفهم الكونغرس ما جرى، وللمساعدة في حماية الأميركيين من هجمات مماثلة، معتبرا أن عملية الاختراق تلك تبدو جزءاً من ظاهرة متنامية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن السعودية اشترت برمجيات اختراق من عدد من شركات التجسس، بينها شركة إن.إس.أو الإسرائيلية، وهي ذاتها التي استخدمت في اختراق هاتف خاشقجي.
ملف اختراق
ووفق نتائج تحليل المختبر الجنائي الرقمي، يعتقد أن الرسالة المشفرة من الرقم الذي استخدمه بن سلمان تضمنت ملفا ضارا تسلل إلى هاتف أغنى رجل في العالم.
وخلص هذا التحليل إلى أنه “من المحتمل جدا” أن يكون التسلل إلى الهاتف نجم عن ملف فيديو اختراق أرسل من حساب ولي العهد السعودي إلى بيزوس.
وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتها، كان الاثنان يتبادلان على ما يبدو رسائل واتساب ودية عندما أرسل الملف غير المرغوب في الأول من مايو/أيار ذاك العام. ووفقا لشخص مطلع على الموضوع سحبت كميات كبيرة من البيانات من هاتف بيزوس خلال ساعات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكشف الاستثنائي بأن ملك السعودية “المستقبلي” ربما كان له دور شخصي في استهداف مؤسس شركة أمازون الأميركية سوف يرسل موجات صدمة يتردد صداها من وول ستريت إلى وادي السيليكون، كما يمكن أن يقوض جهود بن سلمان لجذب المزيد من المستثمرين الغربيين إلى المملكة التي تعهد بتحويلها اقتصاديا حتى في الوقت الذي أشرف فيه على حملة منتقديه ومنافسيه.
ابتزاز واستهداف
وقال للصحيفة خبراء سعوديون، معارضون ومحللون، إنهم يعتقدون أن بيزوس ربما كان مستهدفا بسبب امتلاكه واشنطن بوست وتغطيتها للسعودية ومقالات خاشقجي المنتقدة لولي العهد وحملته القمعية ضد النشطاء والمفكرين التي أصبحت مزعجة لدى بن سلمان ودائرته الداخلية.
ومن جانبه قال أندرو ميلر، وهو خبير بشؤون الشرق الأوسط خدم في مجلس الأمن القومي بعهد الرئيس باراك أوباما، إنه إذا كان بيزوس قد استهدف من قبل ولي العهد فإن هذا الأمر يعكس “البيئة القائمة على الشخصية” التي يعمل فيها محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة إن خبراء أمن رقمي تولوا التحقيق الذي توصل لهذه النتائج، عقب كشف صحيفة التابلويد الأميركية “ناشونال إنكوايرر” عن علاقة حميمية لبيزوس، بعد نحو تسعة أشهر من تاريخ اختراق هاتفه.
وكان بيزوس قال إنه تعرض لابتزازات، مضيفا أن طريقة تغطية صحيفته لقضية مقتل خاشقجي “غير محبوبة بلا شك لدى بعض الدوائر” لافتا إلى أن العلاقة بين شركة “أميركان ميديا” -المالكة لصحيفة ناشونال إنكوايرر- وبين الرياض لا تزال غير مفهومة بشكل كامل للآن.
المصدر : غارديان