حذر خبراء أمريكيون من مخاطر سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قد تؤدي إلى إصابة مهاجرين بفيروس “كورونا” المستجد.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية” أن سياسات ترامب المتعلقة بالترحيل وقطع الاتصال عن مجتمعات المهاجرين قد تعرضهم لخطر الفيروس.
ونقلت الصحيفة عن ماكس هادلر، مدير السياسة الصحية في “تحالف الهجرة بنيويورك” (يضم 200 منظمة حقوقية) قلقه من أن تتسبب الملاحقات المتصاعدة للمهاجرين من قبل إدارة إنفاذ قوانين الهجرة في خلق مخاوف لدى هؤلاء المهاجرين تجعلهم يعزفون عن طلب الرعاية الصحية حال الاشتباه في إصابتهم بـ”كورونا”.
وأضاف موجها حديثه لترامب: “إذا تواصل منع الناس من الحصول على الخدمات الصحية في ظل الظروف العادية، فلا تتوقع منهم أن يبحثوا عنها لمجرد أنك، وبصفتك الرئيس العنصري المعادي للهجرة، قررت أن ذلك فكرة جيدة الآن”.
والجمعة، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن إدارة ترامب تعتزم إرسال 100 ضابط من حرس الحدود إلى مدن 9 أمريكية تُعرف باسم “مدن الملاذ”، وهي شيكاغو ونيويورك وسان فرانسيسكو ولوس أنجيليس وأتلانتا وهيوستن وبوسطن ونيو أورليانز ونيوارك ونيوجيرسي.
وأوضجت الصحيفة أن هذه المجموعة من الضباط تلقت تدريبا خاصا على الأسلحة، ومهمتها الأساسية تعقب مهربي المخدرات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، لكن ترامب كلفهم بتنفيذ اعتقالات روتينية للمهاجرين “غير الشرعيين” حتى مع حالة الذعر التي تجتاح الولايات الأمريكية على خلفية انتشار “كورونا”.
وبينت إدارة إنفاذ قوانين الهجرة أن المداهمات ستستهدف المهاجرين الذين لا يملكون وثائق، والذين وصلوا فى الآونة الأخيرة إلى الولايات المتحدة؛ بهدف كبح تدفق المهاجرين عند الحدود الجنوبية الغربية.
ومدن “الملاذ الآمن” هي المدن التي تحد من مشاركة الوكالات المحلية المعنية بإنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية، وتعتبر مكانا مثاليا للمهاجرين “غير الشرعيين”.
وقال علي بولور، أحد المهاجرين المقيمين في لوس أنجلوس للغارديان: “إذا أصابت كورونا مجتمعات المهاجرين، فأنا متأكد من أن بعض الناس لن يذهبوا إلى المستشفيات؛ بسبب الخوف من الترحيل والانفصال عن أحبائهم”.
من جهته، حذر راندي كابس، مدير الأبحاث في معهد سياسات الهجرة (مقره واشنطن)، أيضا من احتمالية انتقال كورونا عبر الضباط الأمريكيين؛ إثر استمرار تنقلهم بين المناطق التي تأثرت بالفيروس وبين مجتمعات المهاجرين.
كما أشار هاموتال بيرنشتاين، وهو باحث أول مشارك في المعهد الحضري (مقره واسنطن)، إلى وجود دلائل على تجنب بعض المهاجرين الرعاية الطبية بسبب سياسات ترامب؛ ما يشكل خطرا على الصحة العامة.
ومنذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، تواصل إدارته التضييق على المهاجرين، بما فيها حصولهم على الرعاية الطبية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أصدر ترامب قرارا بتعليق دخول المهاجرين الذين يشكلون “عبئا ماليا” على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وذكر البيت الأبيض أن الهدف من الإجراء هو حماية مزايا الرعاية الصحية للمواطنين الأمريكيين.
وقال إن إجمالي تكاليف الرعاية الصحية غير المدفوعة (تقدم عادة للمهاجرين غير الشرعيين) أو تكلفة الخدمات التي قدمتها المستشفيات ولم تحصل على مقابل مادي لها، بلغت 35 مليار دولار في كل سنة من السنوات الـ10 الأخيرة.