زيورخ- خاطبت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) “فيفا ووتش” الحكومة الإنجليزية بضرورة منع الاستثمارات المالية من دول ذات سجل حقوقي سيء في أندية كرة القدم الناشطة في البلاد.
وقالت “فيفا ووتش” وهي منظمة دولية مستقلة مقرها زيورخ، في رسالة وجهتها إلى وزير الدولة للثقافة الرقمية والإعلام والرياضة الإنجليزي، إنه يجب التصدي لمحاولات غسل انتهاكات حقوق الإنسان بالرياضة، وأحدث حالات ذلك المفاوضات المتقدمة من المملكة العربية السعودية لشراء نادي “نيوكاسل يونايتد” المنافس في الدرجة الممتازة.
وأبدت المنظمة الدولية مخاوفها من أهداف خفية لصندوق الثروة السيادية السعودي في الاستحواذ على النادي المذكور بغرض التغطية على الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان في المملكة.
وأبرزت حادثة قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الكاتب في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018 داخل القنصلية السعودية في اسطنبول التركية، واعتقال عشرات ناشطي حقوق الإنسان من دون محاكمات عادلة فضلا عن الاستخدام المتزايد من المملكة للتجسس عبر الإنترنت ضد خصومها.
وقالت صحيفة “صن” البريطانية إن سيدة الأعمال أماندا ستافيلي، التي ارتبط اسمها سابقا بشراء “الماغبيز” كما يطلق على فريق نيوكاسل، أقامت صفقة بين صندوق الثروة السيادي في السعودية والمالك الحالي للنادي مايك آشلي.
للمزيد / المنظمة الدولية فيفا ووتش ترفض توسيع استضافة مونديال كأس العالم 2022
وقد وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) الرائدة في مجال حقوق الإنسان، سعي المملكة العربية السعودية لشراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بأنه “محاولة لغسل العار عبر الرياضة”.
وقال رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو فيليكس جاكنز إن السعودية معروفة بمحاولاتها لـ”غسل العار عن طريق الرياضة” باستخدام بريق ومكانة الرياضة العليا كأداة للعلاقات العامة لتشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ لديها.
وتابع أنه في عهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كانت هناك حملة شاملة لحقوق الإنسان مع سجن العديد من الناشطين المسالمين، بمن فيهم لجين الهذلول والمدافعات الشجاعات الأخريات عن حقوق المرأة.
ولفت جاكنز إلى أنه كان هناك تبييض صارخ لجريمة اغتيال الصحفي خاشقجي المروعة، وهناك مخاوف مستمرة بشأن القرصنة السعودية، والتحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن لديه سجل دموي في شن هجمات عشوائية على المنازل والمستشفيات.
كما أشار إلى أنهم في العفو الدولية لا ينبغي لهم أن يحددوا من الذي يجب أن يمتلك نيوكاسل يونايتد، “لكن يجب على موظفي النادي وفنييه ولاعبيه على حد سواء أن يدركوا هذا على حقيقته، غسيل عار عن طريق الرياضة، بكل بساطة”.
وأكدت “فيفا ووتش” الدولية على وجوب فحص سجل المالكين المحتملين للأندية الإنجليزية وأن محاولات جذب أموال إضافية للاستثمار لا يجب أن يقوم على تضارب واضح في المصالح.
وشددت على أن غسل الانتهاكات بالرياضة يمثل مشكلة متنامية حول العالم ومن المهم أن تعمل الحكومة الإنجليزية مع الهيئات الحاكمة للرياضة لضمان أن المملكة المتحدة لا تسمح باستخدام علاماتها التجارية الرائدة مثل الدوري الممتاز في هذا السلوك.
ونبهت إلى الحاجة لمراجعة الآليات المعمول بها لاسيما في ظل امتلاك دول ذات سجل حقوقي سيء أندية إنجليزية بالفعل، مثل دولة الإمارات مالكة نادي “مانشستر سيتي” المنافس في الدرجة الممتازة منذ عام 2008، فيما يمتلك الأمير السعودي عبد الله بن موسى نصف أسهم نادي “شيفيلد يونايتد”.