الشرق الاوسطرئيسيشؤون دوليةمقالات رأي

رغم الانتقادات لأي دعم.. فرنسا تتجاهل جرائم السعودية وتصادق على صفقة أسلحة

على الرغم من الانتقادات الواسعة لأي دعم مقدم إلى السعودية لارتكابها جرائم حرب في عدة دول عربية، إلا أن فرنسا تجاهلت ذلك ووافقت حكومتها على صفقة أسلحة جديدة للمملكة.

وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، في مقابلة مع تلفزيون “بي إف إم” المحلي: إنه تم شحن الأسلحة الجديدة على سفينة شحن سعودية وصلت، الأربعاء، إلى ميناء لوهافر الفرنسي، حسبما نقلت قناة “فرانس 24”.

وأضافت لأنه سيجري تحميل شحنة الأسلحة بموجب عقد تجاري، دون أن تحدد أنواع الأسلحة.

وردت بارلي على سؤال عن إمكانية استخدام تلك الأسلحة في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بقولها: على حد علم حكومتنا ليست لدينا أدلة تفيد أن ضحايا في اليمن سقطوا نتيجة استخدام أسلحة فرنسية.

وباريس تصر في كل مرة أن هذه الأسلحة لا تستخدم إلا لأغراض دفاعية لا على خط الجبهة.

والأيام الأخيرة، احتدم الجدل السياسي في باريس، إثر ورود معلومات عن سفينة شحن سعودية قد تكون في طريقها إلى فرنسا لنقل شحنة سلاح فرنسي إلى المملكة.

الكسب المادي

وخلال جلسة أسئلة للحكومة داخل الجمعية الوطنية، الثلاثاء، قال النائب الشيوعي جان بول: قتل أكثر من 60 ألف شخص، وهناك نحو 16 مليون يمني مهددين بالجوع، لكن فرنسا باسم دبلوماسية الكسب المادي تواصل بيع السلاح إلى السعودية بعيدًا عن الأضواء.

أما النائب اليساري كريستان هوتان قال: إنها حرب ليست ككل الحروب، في حرب اليمن الأطفال يموتون، ومن الضروري تمكين البرلمان من مراقبة صادرات السلاح.

والسلطات الفرنسية تواجه انتقادات شديدة من منظمات غير حكومية إلى جانب الصحافة، لأنها تعتقد أن الأسلحة الموجهة إلى السعودية والإمارات قد تكون تستخدم ضد المدنيين في اليمن.

ويشهد اليمن، للعام الخامس، حربًا بين القوات الموالية للحكومة وجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/ آذار 2015، تدخل على خط الحرب تحالف عسكري عربي تقوده السعودية والإمارات، ومنذ ذلك الحين تسببت الحرب في أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وفي إطار الدعم المقدم إلى السعودية على ضوء ارتكاب جرائم حرب، كان متحدثون خلال ندوة في أروقة البرلمان البريطاني، الأربعاء، قد حملوا السعودية والإمارات مسؤولية التدخل في الشؤون الداخلية في اليمن، وجرائم الحرب التي ترتكب هناك بفعل تحالفهم العسكري.

وانتقدت الباحثة والخبيرة الأممية الدولية د. منى هاشم، خلال الندوة، سياسية التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء.

وبينت أن السعودية تنصلت من كل قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، منتقدة في الوقت ذاته مجلس الأمن الذي حاول التركيز على الأوضاع الإنسانية في اليمن وتجاهل جرائم الحرب ضد المدنيين.

ولفتت هاشم إلى أن هنالك العديد من التحديات التي تقف في وجه إيصال المواد الغذائية في الحديدة وصنعاء للمدنيين، بسبب القيود التي تفرضها القوات السعودية، والذي انعكس على حياة المدنيين وأصبحت أوضاعهم كارثية، وهي تشبه إلى حد كبير ما يجرى في سوريا، من تدمير للعديد من المدن وتشريد الملايين من السكان.

وطالبت بوقف تصدير السلاح إلى السعودية والإمارات، وفرض حظر فوري من الدول الأوروبية التي تقوم ببيع الأسلحة لتلك الدولتين.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى