قالت إيران يوم الاثنين إن على الدول الامتناع عن تسييس الانفجار الهائل في بيروت الأسبوع الماضي وإن على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي في مؤتمر صحفي متلفز “لا ينبغي أن يستخدم الانفجار كذريعة لأهداف سياسية .. يجب التحقيق في سبب الانفجار بدقة.”
زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شوارع بيروت الممزقة يوم الخميس ، بعد يومين من الانفجار الكيميائي في منطقة الرصيف ، حيث طالبت الحشود بإنهاء عقود من سياسات المحسوبية الفاسدة.
وردا على سؤال حول الزيارة ، قال موسوي: “تحاول بعض الدول تسييس هذا الانفجار لمصالحها الخاصة”.
وقال ماكرون في مؤتمر طارئ للمانحين يوم الأحد إن المانحين سيراقبون عن كثب كيفية إنفاق المساعدات.
وتدعم إيران حزب الله ، الجماعة الشيعية المسلحة التي تعد من أقوى القوى السياسية في لبنان ، والتي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية وتعاقب عليها بالعقوبات.
كما قال موسوي “إذا كانت أمريكا صادقة بشأن عرض مساعدتها للبنان ، فعليها رفع العقوبات”.
وفي 4 أغسطس/آب الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وبينما أعلنت الحكومة، الأربعاء، عن إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام كحد أقصى، تتصاعد دعوات لبنانية لإجراء تحقيق دولي، لتحديد أسباب الانفجار والمسؤولين عنه.
والأزمة الاقتصادية الراهنة هي الأسوأ في تاريخ لبنان الحديث، وفجرت احتجاجات شعبية، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.
وأجبر المحتجون حكومة سعد الحريري على الاستقالة، بعد 12 يوما، وحلت محلها حكومة دياب، منذ 11 فبراير/ شباط الماضي، لكن لم تتوقف الاحتجاجات، نظرا لاستمرار تدهور الأوضاع المعيشية.
ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية “الفساد المستشري” في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في لبنان. –