رئيسيشئون أوروبية

احتجاجات المزارعين تنتشر في أوروبا لهذه الأسباب

تنتشر احتجاجات المزارعين في جميع أنحاء بلدان الاتحاد الأوروبي بما يعكس المظالم المشتركة بشأن الديون وضغوط الأسعار والطقس القاسي والواردات الرخيصة.

وربما تكون احتجاجات المزارعين التي تجتاح الاتحاد الأوروبي قد فاجأت الزعماء السياسيين. لكن مادة الاشتعال كانت جافة، ولم يتطلب الأمر سوى شرارة لتنتشر الاضطرابات كالنار في الهشيم.

ويظل المزارعون مثقلين بالديون، ويتعرضون للضغوط من قِبَل تجار التجزئة الأقوياء وشركات الكيماويات الزراعية، ويتضررون من الأحوال الجوية القاسية، وتضعفهم الواردات الأجنبية الرخيصة، لسنوات حتى الآن ــ وكل هذا في حين يعتمدون على نظام الدعم الذي يحابي اللاعبين الكبار.

ولم تؤدي الحرب في أوكرانيا إلا إلى تفاقم الأمور. ثبت أن الارتفاع المفاجئ في أسعار المحاصيل مثل القمح كان قصير الأجل. كما أدى العدوان الروسي إلى قلب التدفقات التجارية رأسا على عقب، الأمر الذي أدى إلى وفرة في المعروض.

كان المزارعون البولنديون أول من خرج إلى الشوارع وأغلق المعابر الحدودية ، منذ ربيع العام الماضي. لكن المظاهرات امتدت إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا بشكل سريع.

وتختلف المخاوف الرئيسية للمزارعين من بلد إلى آخر، من الاحتجاجات الألمانية ضد التخفيضات الحكومية في دعم الديزل إلى الاحتجاجات الفرنسية ضد اتفاقيات التجارة الحرة والقواعد البيئية التي يقولون إنها تقتطع من أرباحهم النهائية.

ولكن هناك مظالم مشتركة – ليس أقلها ارتفاع أسعار الطاقة ومستلزمات الإنتاج، إلى جانب انهيار الأسعار الفعلية التي يتلقاها المزارعون مقابل العديد من منتجاتهم.

وقد تأثرت هوامش ربح المزارعين بسبب الازدهار والكساد، ليس فقط في الأسعار التي تجلبها منتجاتهم – ولكن أيضًا في تكاليف الإنتاج.

وفي 11 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الأسعار عند بوابة المزرعة بأكثر من 10 في المائة من عام 2022 إلى عام 2023.

وشهدت اليونان وقبرص فقط زيادة مقابلة في عائدات مبيعات مزارعيهما، مدعومة بارتفاع الطلب على زيت الزيتون.

وفي فرنسا، التي تشهد تنامي حركة المزارعين، اضطر رئيس الحكومة الجديد جابرييل أتال، إلى عقد لقاءات مع المزارعين الغاضبين في مزرعة جنوب البلاد.

وتعهد أتال بوضع حد لارتفاع تكلفة وقود الديزل المستخدم في الآلات الزراعية، والذي جاء نتيجة للإعفاءات الضريبية على الوقود الذي يجري التخلص منه تدريجياً، وفق “لوموند”.

كما تعهد بإنشاء صندوق طوارئ لمساعدة مربي الماشية على مكافحة الأمراض بين المواشي، وهو ما خفّف وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية في فرنسا، لكن دون أن يحدّ منها بشكل نهائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى