صحيفة فرنسية : دحلان هو المهندس السري لصفقة السلام بين الإمارات وإسرائيل
منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وفشله في تنفيذ مخططات القضاء عليها والسيطرة على القطاع بتمويل إماراتي، ثم طرده من حركة فتح الذي عمل على احداث شرخ كبير فيها، لا يزال محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح يلعب دوراً سلبياً في القضية الفلسطينية.
صحيفة لوفيغارو الفرنسية (Le Figaro) ذكرت أن القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان هو واحد من الشخصيات الفلسطينية القليلة المؤيدة للتقارب بين الإمارات وإسرائيل، وهو رجل الظل في اتفاق السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل .
وأوضحت الصحيفة ” بعد تسع سنوات من رحيله إلى المنفى ، لا يزال ظل محمد دحلان يخيم على الأراضي الفلسطينية. يعيش الآن في دبي ، الرجل القوي السابق لقطاع غزة ، الذي طرده محمود عباس ، رئيس السلطة الفلسطينية ، متهم من قبل القيادات الفلسطينية بأنه ساعد “صديقه” الأمير الإماراتي محمد، بن زايد آل نهيان للتفاوض على اتفاق لتطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
في الضفة الغربية التي أحرقت دميته مع صورة محمد بن زايد في الأماكن العامة خلال مظاهرات في الضفة الغربية ضد “الطعنة في الظهر التي قدمتها أبو ظبي للشعب الفلسطيني”.
قال نبيل شعت كبير المفاوضين السابق لياسر عرفات والمستشار الخاص لمحمود عباس: “أبو ظبي طعنت الشعب الفلسطيني في ظهره”. “لعب دحلان دورًا في تشكيل الصفقة”. .
وأضاف “لقد عمل ضد مصالح وطنه وعليه أن يخجل من نفسه”. كما قال جبريل الرجوب ، أمين عام فتح ، في مقابلة مع قناة الجزيرة ، عن قناعته بأن هذا المقال مخصص للمشتركين.
السلطة الفلسطينية تعتبر الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، الذي ينص على وقف ضم الضفة الغربية مرحليا، أنه وافق على السلام قبل مفاوضات العودة إلى حدود عام 1967، وتخلى عن مبادرة السلام العربية التي طالبت بانسحاب كامل للإسرائيليين من الأراضي المحتلة.
ويقول الكاتب في الصحيفة الفرنسية أنه منذ أن وضع دحلان مواهبه في خدمة بن زايد، بدا أنيقا، ووصف نفسه بأنه “سياسي ورجل أعمال ومحسن”، وأن ولي العهد الإماراتي “شقيقه” ولن يكون “مستشاره”.
فالطيار الحربي السابق ورئيس مكافحة الإرهاب الفلسطيني السابق -كما يقول الكاتب- يشتركان في حب السلطة والعمل والانقلابات الدبلوماسية والمكائد السياسية والمالية في الشرق الأوسط، حيث يسيطر دحلان على العديد من شركات البناء وغيرها في أبو ظبي.
وفي حين يملك حاكم أبو ظبي وزعيم دولة الإمارات وعضو إحدى أغنى وأقوى العائلات الحاكمة في الخليج أموالا طائلة من عوائد النفط، يملك دحلان المولود في مخيم للاجئين الفلسطينيين بخانيونس دفتر عناوين قويا ومهارات جيدة في التعامل مع الآخرين.
ويضيف الكاتب ” في غزة التي سحقها الحصار الإسرائيلي المصري والحروب الثلاث مع جارتها العبرية تصالحت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2015، مع عدوها من أجل محاربة الخصم المشترك محمود عباس.
هذا التصالح دفع دحلان لتأسيس منظمة تكافل للمساعدة الإنسانية في أبو ظبي وقدم المال لتزويد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالوقود، وقال أحد المراقبين في غزة “إنها تعوض مسؤولي السلطة الفلسطينية (بغزة) الذين لم تعد رام الله تدفع لهم وكذلك الرسوم المدرسية للأطفال من العائلات التي تعاني من صعوبات”.
وتمول جمعية جليلة زوجة محمد دحلان، حفلات الزفاف الجماعية لمن لا يستطيعون تنظيم حفلات زفاف خاصة، وتخصص بعض الأموال لعلاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل مرض السكري، حسب الكاتب.
يقول الكاتب، لقد عاد دحلان إلى نسج شبكة من العلاقات على أمل بعث سياسي، حيث يتمتع بتأييد في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على الرغم من أن شعبيته لا تزال منخفضة، وفقا لاستطلاعات الرأي.
كما أن حركته، تيار الإصلاح الديمقراطي راسخة في غزة حيث تلقب “بالتيار”، ويشارك نشطاؤها في اجتماعات المجلس التشريعي بغزة، إلا أنهم حسب صحفي محلي، لم يحضروا التجمع الأخير للتنديد بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات.
ويقول الكاتب إن دحلان الذي سُجن في إسرائيل عدة مرات لعضويته في حركة شباب فتح، قام بتكوين علاقات وثيقة مع كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين عندما كان رئيس جهاز الأمن الداخلي في غزة، كما تفاوض مع وكالة المخابرات المركزية التي درّبت قواته.
وقد أثرى دحلان -كما يقول الكاتب- من الضرائب المفروضة على مرور البضائع بين إسرائيل وقطاع غزة، إلا أن فشل الانتفاضة الثانية وهزيمته العسكرية أمام حماس قد أسقطته، ووجهت إليه تهمة الفساد المالي والتآمر على قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وصدر ضده حكم من محكمة الجنايات عام 2016.
بعد ذلك -حسب الكاتب- اكتسب الرجل سمعة شيطانية، في المنطقة، فوضعت تركيا 700 ألف دولار مقابل رأسه، حيث يقال في أنقرة إنه قدم الدعم من خلال التحويلات المالية للمسؤولين العسكريين عن الانقلاب الفاشل في عام 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهذا ما ينفيه دحلان، غير أنه لا ينكر دعمه للسيسي عام 2013 خلال الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وفي عام 2018، قام دحلان إلى جانب قائد فرنسي سابق، بتشكيل مرتزقة من المتقاعدين في القوات الخاصة الأميركية لتنفيذ اغتيالات لسياسيين في اليمن، نيابة عن أبو ظبي.