الشرق الاوسطرئيسي

تحقيق ل”بي بي سي” يكشف قيام طائرات إماراتية مسيرة بقتل مواطنين عزل في ليبيا

كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن طائرات إماراتية مسيرة في ليبيا نفذت غارات راح ضحيتها مواطنون عزل مطلع العام الجاري.

وقالت الهيئة في تحقيقها إن أدلة أظهرت شن طائرة إماراتية مسيرة غارة راح ضحيتها 26 طالباً أعزل في العاصمة الليبية.

وأضافت أن الإمارات نشرت طائرات مسيرة، وطائرات عسكرية أخرى لدعم حلفائها الليبيين، وأن مصر تسمح للإمارات باستخدام قواعد جوية قريبة من الحدود.

وذكرت أن الضربة عندما وقعت في الرابع من يناير/كانون الثاني، كانت القوات المدعومة إماراتياً تحاصر طرابلس، لكنها نفت استهدافها للطلاب.

ووجد التحقيق الذي أجراه قسم بي بي سي أفريقيا ووثائقيات بي بي سي عربي، أدلة على إصابة الطلاب بصاروخ.

وأظهر التحقيق أن الصاروخ من نوع جو-أرض صيني الصنع ويعرف باسم (السهم الأزرق 7)، أطلقته طائرة مسيرة تسمى (وينغ لوونغ 2).

طائرات إماراتية وقواعد مصرية

وكانت هذه الطائرات تعمل فقط من قاعدة جوية ليبية واحدة (الخادم) وقت الغارة، وأن الإمارات قامت بتزويد وتشغيل الطائرات المسيرة المتمركزة هناك.

ونفت الإمارات في السابق أي تدخل عسكري في ليبيا، وزعمت دعمها لعملية السلام.

لكن الأمم المتحدة وجدت العام الماضي أن الإمارات انتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه على ليبيا منذ عام 2011.

وأن الدولة الخليجية أرسلت طائرات مسيرة من طراز وينغ لوونغ وصواريخ السهم الأزرق 7 إلى البلاد.

وتضاف إلى ذلك أدلة على أن مصر تسمح للإمارات باستخدام القواعد الجوية العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية.

وتبين أن طائرات وينغ لوونغ 2 المتمركزة في ليبيا نقلت في فبراير/شباط 2020 عبر الحدود إلى مصر باتجاه قاعدة جوية قرب سيوة في الصحراء الغربية.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أن قاعدة جوية عسكرية مصرية أخرى، وهي سيدي براني، استخدمت في عمليات لطائرات ميراج 2000 المقاتلة.

ولم تكن هذه الطائرات ملونة بألوان تستخدمها القوات الجوية المصرية، ولكنها تطابقت تمامًا مع الطائرات التي تستخدمها الإمارات.

وكشف عن أن طراز الطائرة هو نفس الطراز الذي اتهمته الأمم المتحدة بتنفيذ غارة جوية على مركز للمهاجرين شرق طرابلس في 2019، وقتل فيها 53 شخصًا.

وتعد سيدي براني وجهة للعديد من طائرات الشحن التي أقلعت من الإمارات.

دعم السلام وتدميره

ويشير ذلك إلى وجود جسر جوي للمعدات أو الإمدادات بين الإمارات وقاعدة عسكرية على بعد 80 كيلومترًا فقط من الحدود الليبية.

وتزامنت تلك الأحداث مع حضور مصر والإمارات مؤتمراً حول ليبيا برعاية ألمانية، أكدتا فيه دعمهما لجهود السلام الأممية في ليبيا وعدم التدخل في الحرب.

ودام إعداد التحقيق ثلاثة أشهر، واعتمد على أدلة ومقاطع وصور بالأقمار الصناعية أكدت وجود الطائرات وهي تقطع الحدود إلى مصر كما يبدو.

وراجع القائمون على التحقيق على بيانات الرحلات وسجلات المراقبة الجوية (الرادار) لتأكيد حركة طائرات الشحن الإماراتية بين الإمارات والقاعدة المصرية.

وأوضحت بي بي سي أنها قدمت نتائج التحقيق للحكومتين المصرية والإماراتية ولكنها لم تتلق منهما رداً بهذا الشأن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى