صحف أوروبية: أوضاع حقوق الإنسان في مصر “اختبار” حقيقي لبايدن
ركزت عدد من الصحف الألمانية والأوروبية مؤخراً على حملة الاعتقالات التي قام بها النظام المصري وطالت حقوقيين مصريين بارزين، اعتبرت هذه الاعتقالات في هذا الوقت بالذات تبعث برسائل واضحة للمجتمع المدني في مصر، وللإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس المنتخب جو بايدن.
وبحسب ما أعلنت المنظمة الحقوقية البارزة. الاعتقالات جاءت بناءً على اتهامات تشمل “الانضمام لجماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”، حسب ما أعلنت المنظمة، مؤكدة أن السلطات حققت مع أحد مسؤوليها عن عمل المنظمة وعن زيارة أجراها “عدد من السفراء المعتمدين بمصر” إلى مقرّها في القاهرة في وقت سابق هذا الشهر لعقد “لقاء ناقش سبل دعم أوضاع حقوق الإنسان في مصر وحول العالم”.
الاعتقالات الأخيرة والمتتالية للنشطاء الحقوقيين في مصر، حظيت باهتمام العديد من الصحف الألمانية والأوروبية.
بعض الصحف الألمانية أنتقد الانتهاكات المتكررة التي تطال حقوق الإنسان في مصر وضرورة وضع حد لها، فيما اعتبرت بعض التعليقات تلك الانتهاكات الحقوقية “اختباراً” حقيقياً للإدارة الأمريكية الجديدة وللرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن ومدى جديتها في التعامل مع ملف حقوق الإنسان في مصر.
في ما يلي مقتطفات من أبرز تلك التعليقات:
ترى صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، في تعليقها التالي أن الوقت قد حان، لوضع حد للانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في مصر، وذكرت بعض إجراءات الردع المفترضة:
“حان الوقت الآن لوضع حد للكذبة المتداولة عن مرساة الاستقرار في الشرق الأوسط. (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي يبقي نفسه في السلطة، فقط باستخدام الأساليب الاستبدادية، الأمر الذي يؤدي فقط إلى تفاقم المشاكل. يجب وضع حد في النهاية للإعانات غير المشروطة للميزانية العامة، والتعاون الأمني، وتصدير الأسلحة للنظام“.
أما صحيفة “نويه تسوريشر تسايتونغ” السويسرية، فتحدثت عن “اختبار” للرئيس الأمريكي الجديد:
“تصرف السلطات، يبعث برسالة مخيفة إلى مجتمع الحقوق المدنية المهدد في مصر، كما كتبت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان في بيان لها. لكنه قد يكون أيضاً إشارة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً جو بايدن. فبينما وصف سلفه دونالد ترامب، الرئيس المصر ذات مرة بأنه لديكتاتوره المفضل”، يريد بايدن وضع حقوق الإنسان على رأس جدول الأعمال الأمريكي مرة أخرى“.
قال حسين بيومي، الخبير المصري في منظمة العفو الدولية، لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن الاعتقالات الحالية هي اختبار لبايدن وللمجتمع الدولي، “إنه اختبار لمعرفة ما إن كانوا يوجهون اللوم للسيسي ويهددونه بإجراءات جادة”.
من جانبها علقت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، على سلسلة الاعتقالات، التي تنفذها السلطات المصرية بحق نشطاء حقوقيين مصريين ووصفته بـ “الهجوم الشامل“:
“مصر تشن “هجوما شاملا” على منظمات حقوق الإنسان“.
صحيفة “لوموند” الفرنسية، كبرى الصحف الفرنسية، أشارت في تعليقها التالي إلى الاعتقالات الأخيرة أيضاً ووصفتها بـ:
“هجوم جديد على المجتمع المدني في البلد، الذي يقبع فيه 60 ألف سجين سياسي“.
وأضافت الصحيفة في تعليقها بالقول:
“تأتي سلسلة الاعتقالات عقب اجتماعهم بوفد دبلوماسي، بينهم سفيرا فرنسا وألمانيا، في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني. هذا التصعيد رسالة واضحة: مصر لن تقدم أي تنازلات في مجال حقوق الإنسان، حتى بعد وصول جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن الهدف منها هو ثني الدول الأوروبية عن رفع صوتها بشأن هذه القضية، وإظهار أن الثمن الذي يجب دفعه مقابل ذلك، هو ثمن باهظ“.
سكاي لاين الدولية تطالب السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن الصحفي محمد الراعي