باريس- تستمر حملة مسيئة في فرنسا تستهدف المسلمين بما في ذلك معاملة أطفال كإرهابيين بعد رفضهم الرسوم المسيئة للنبي محمد.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الشرطة الفرنسية داهمت منازل 4 أطفال مسلمين، وعاملتهم كإرهابيين، بسبب إعرابهم لمعلمين في المدرسة عن رفضهم الرسوم المسيئة للنبي محمد قبل أيام.
وذكرت الصحيفة أنه في الخامس من الشهر الجاري، داهمت الشرطة منازل 4 تلاميذ في مدينة ألبيرفيل خلال الساعات الأولى من الصباح، وتعاملت مع أطفال بعمر 10 سنوات على أنهم إرهابيون.
والأطفال المستهدفون هم 3 من أصل تركي وواحد جزائري.
وجاء ذلك بعدما أبلغت مدرسة لويس باستور عن الأطفال للشرطة، حيث قال أولئك الأطفال لمدرسيهم إنهم لا يحبون الرسوم الكاركاتورية المسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ردا على أسئلة وجهها إليهم المدرسون.
وبعد تلقي البلاغ، قيّمت الشرطة آراء الأطفال على أنها “دعم للإرهاب”، فداهمت 4 منازل في وقت واحد، وأخذت الأطفال الأربعة بأعمار 10 سنوات، من منازلهم وعاملتهم “كإرهابيين”، واستجوبتهم لمدة 11 ساعة في قسم الشرطة.
ومع انتشار صور مداهمات الشرطة لمنازل الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعلت موجة غضب واسعة بين المسلمين في فرنسا، كما تفاعل مع القصة الكثير من الناشطين في تركيا.
وأكدت نيويورك تايمز أن عمليات مكافحة المتطرفين التي أعلنت عنها فرنسا أسفرت حتى الآن عن استجواب ما لا يقل عن 14 تلميذا، وما زال الأطفال الأربعة الذين داهمت الشرطة منازلهم بالسلاح في ألبيرفيل يعانون من صدمة نفسية، وتستعد أسرهم لمقاضاة المعلمين والشرطة.
وبحسب معطيات وزارة التربية الفرنسية، فهناك حوالي 400 حادثة مماثلة في أنحاء البلاد، اعتُبر 150 منها “دفاعا عن الإرهاب”.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى تعرض فرنسا لانتقادات في الداخل والخارج بسبب أفعالها وتصريحاتها التي تخاطر بخلط مسلمي فرنسا العاديين بأشخاص متهمين بالتطرف، ولا سيما من قبل منظمات حقوق الإنسان، وسط تساؤلات عما إذا كان الأطفال يتمتعون بحرية التعبير في الفصول الدراسية بالبلاد.
في هذه الأثناء قرر مستخدمون فرنسيون لتطبيق صلاة إسلامي يبيع بيانات ينتهي بها الأمر لدى الجيش الأميركي رفع دعوى على الشركة المطوّرة له، وفق ما أفاد محاموهم.
ورفع مشتركون سابقون في تطبيق “مسلم برو” الذي يشير إلى أن لديه 95 مليون مستخدم حول العالم شكوى بعدما اتّهمت تقارير إعلامية المجموعة بمشاركة بياناتها مع شركات على صلة بالجيش الأميركي.
وتتهم الدعوى التي كشفت عنها إذاعة “آر تي إل” الفرنسية الشركة بارتكاب تجاوزات تتعلّق بحماية البيانات وانتهاك الثقة وتعريض حياة أشخاص إلى الخطر والتآمر لارتكاب جرائم قتل.
ومن المقرر أن يتم رفع الدعوى اليوم الثلاثاء.
وتأتي الدعوى بعد تقرير لمجموعة “فايس” الإعلامية الأسبوع الماضي تحدّث عن الكيفية التي اشترى الجيش الأميركي من خلالها بيانات مواقع المستخدمين من سلسلة تطبيقات حول العالم.
وتشمل هذه التطبيقات “مسلم برو”، التي تستخدم خيار تفعيل خاصية الموقع في الهواتف الذكية لتمكين المستخدمين من تحديد مواعيد الصلاة واتجاه القبلة.
وباعت الشركة هذه البيانات إلى أخرى تدعى “إكس-مود”، التي باعتها بدورها إلى متعاقدين فرعيين لتصل في نهاية المطاف إلى الجيش، بحسب “فايس”.
وبإمكان القوات الأميركية الخاصة بعد ذلك استخدام البيانات في مهمات وراء البحار، وفق التقرير، ما يعني أنها تفسح المجال أمام تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لأشخاص يشتبه بأنهم على صلة بالإرهاب باستخدام طائرات مسيّرة.
وبعد يوم على صدور التقرير، أعلنت “مسلم برو” أنها ستعلّق مشاركة بياناتها مع شركات أخرى.
وقالت الشركة التي أسسها مواطن فرنسي يقيم في سنغافورة إنها فتحت تحقيقا داخليا في المسألة.