جنيف- تشهد السياحة في أوروبا تراجعا حادا بفعل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد فيما يستعد قطاع السياحة لمواجهة موسم شتوي صعب.
وترسم القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 وانعدام الأمن الصحي صورة قاتمة لموسم الشتاء الذي هو على الأبواب.
وتبرز سويسرا كنموذج للتراجع الحاد للسياحة في أوروبا، إذ قالت هيئة السياحة السويسرية إن حجوزات موسم السياحة الشتوية في بلد جبال الألب قد تراجعت بنسبة 30% تقريبا مقارنة بالعام الماضي.
وعلى الرغم من خطط الطوارئ والمرونة العالية التي يبديها جميع المعنيين بالقطاع، تظل الحجوزات منخفضة للغاية، وفق ما أعلنه رئيس هيئة السياحة السويسرية مارتن نيديغر.
وأوضح مسح أجرته الهيئة انخفاض الحجوزات لفترة أعياد الميلاد بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت الحجوزات لموسم الرياضات الشتوية الذي يبدأ مع منطلق العام الجديد بنسبة 28%.
ويتوقّع معهد أبحاث النمو الاقتصادي بزيورخ KOF أن عدد الليالي السياحية المقضاة في الفنادق السويسرية هذا العام سوف تنخفض بحوالي 31% إجمالا.
وأوضح معهد KOF بأن القيود المفروضة على السفر وقواعد الحجر الصحي تعني أن الكثير من الزوار الأوروبيين سيتغيّبون هذا العام (تراجع بنسبة 49%) مع انهيار تام في نسب إقبال السياح الأجانب تقريبا (تراجع بنسبة 86%).
ومن المتوقّع أن يتم تعويض حالات الغياب هذه فقط جزئيا من خلال زيادة السياحة الداخلية- ومن المقرر أن ترتفع الإقامات الليلية بنحو 9% – ظاهرة سُجلت أيضا هذا الصيف.
إذا كنت مصرفيًا أو دبلوماسيًا أو رئيسًا تنفيذيًا أجنبيًا يمكن أن تتقاضى مرتباً عاليا وتتمتع بحياة مريحة، ولكن ليس هذا وضع أغلب العاملين في البلد.
رئيسة هيئة السياحة السويسري، نيديغر، شدّد على أهمية التسلّح بالمرونة في هذه الظروف الاستثنائية، وكشف على أن منظمته ستكون مستعدّة لتغيير خططها بمجرد تخفيف القيود على السفر ورفع الحجر الصحي.
أما عن التحديات الآنية، قال نيديغر، إن الشغل الشاغل لموسم الشتاء الذي هو على الأبواب سيكون تنظيم تدفق الزوار في التزام تام بقواعد التباعد الاجتماعي والسلامة الصحية.
وبيّن أن محطات ووجهات التزلّج جرّبت طرقا جديدة لحجز الأماكن في عربات التلفريك، وتدابير أخرى للمطاعم الموجودة في محطات التزلج، وخيارات أخرى بديلة عن التزلج.
وعادة ما يكون فصل الشتاء نشط جدا اقتصاديا، حيث يوفّر حوالي ملياري فرنك سنويا في قطاع السياحة.