مجموعة معلمين يؤهلون مدرسة دمرتها الحرب للحاق بالعام الدراسي الجديد في ليبيا
طرابلس – بعد أن دمرت الحرب الأخيرة في ليبيا المرافق الصحية والتعليمية وتركت آثارها الكبيرة, قادت نجاح الكبير مع عدد من زملائها المعلين وبمشاركة سكان المنطقة, حملة تطوعية كبيرة لإعادة تأهيل مدرسة “شهداء ليبيا” الابتدائية التي شيدت قبل 34 عاماً.
حيث جعلت الحرب قاعات المدرسة بدون نوافذ ودمرت العديد من أجزاءها.
كما اعتادت نجاح كل صباح على الحضور إلى المدرسة في عين زارة في جنوب طرابلس، حيث لا تزال آثار الرصاص واضحة في الجدران والحفر التي خلفتها قذائف الهاون في الباحة الرئيسية التي كانت تشهد قبل معارك طرابلس الأخيرة، أصوات وحضور التلاميذ.
وتحدثت نجاح الكبير “هذه المدرسة بيتنا الثاني ونحن أسرة واحدة, تكاتفنا للتبرع وبالمجهود الذاتي لصيانة المدرسة وفق المتاح، بعدما أمطرت بعدد كبير من الصواريخ والرصاص وكانت ساحة حرب”.
وتابعت من داخل الباحة المدرسة “لا نريد الوقوف والانتظار، نريد سرعة تأهيلها لتعود الحياة إليها”.
كما أعيدت طلاء قسم من الجدران، ووضع بعض الأثاث، وتنظيف الغبار عن بعض أجهزة الكومبيوتر القديمة.
كما توقفت المعارك بين قوات المشير خليفة حفتر التي كانت تسعى الى السيطرة على طرابلس، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تمكنت بعد أكثر من سنة من القتال، من السيطرة على كل غرب ليبيا وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب، في حزيران/يونيو الماضي.
وبالتطرق إلى أرقام رسمية، تعرضت أكثر من مئة مدرسة للدمار الكلي أو الجزئي جراء الأعمال العسكرية.
كما تحتاج عملية تأهيلها إلى ميزانية حكومية ضخمة. وكان بعضها يستخدم كمخازن سلاح وغرف قيادة عمليات عسكرية.
في حين عبرت منظمة يونيسف عن قلقها من حرمان أكثر من مئتي ألف طفل في ليبيا من التعليم، بسبب الأعمال العسكرية الأخيرة، مبدية مخاوفها مما وصفته “المستقبل المظلم للأطفال الليبيين”.
وفي ذات السياق قال مدير مدرسة “شهداء ليبيا” صالح البدري أن إعادة صيانة المدرسة هي بمثابة مبادرة “الوقت بدل الضائع” في ظل اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد.
وأردف “عندما انتهت الحرب دخلنا المدرسة لنجدها في حالة يرثى لها وخارج الخدمة تماما.
ولأن التعليم عمل وطني بامتياز في المقام الأول، لو جلسنا ننتظر الحكومة لإعادة تأهيلها وفق خطتها، سيضيع علينا العام الدراسي الجديد”.
وأضاف الى أن المدرسة كانت تضمّ نحو 1500 تلميذ بواقع خمسين في الفصل الواحد، “لذلك من المهم أن تفتح أبوابها أمام أطفال سكان المنطقة حيث أقرب مدرسة تبعد كيلومترات عدة من هنا”.
وتطرق بالنسبة للصعوبات التي تواجه الحملة التطوعية، يقول “نفذت أموال المتبرعين وننتظر أموالا إضافية لإعادة الكهرباء وتأهيل الفصول الدراسية”، قبل أن يستدرك “بالرغم من النقص الكبير في التمويل، المدرسة في الوقت الحالي شبه جاهزة لاستقبال التلامذة مجددا”.
في حين أنه قد كان مقررا انطلاق العام الدراسي في ليبيا مطلع الشهر المقبل، لكن يتوقع تأجيله حتى بداية الربع الأول من العام المقبل، بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الآونة الأخيرة.
كما تجاوز إجمالي الإصابات 79 ألفا، فيما تخطت الوفيات الألف.