ستوكهولم – طالبت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية اليوم، بحماية الصحافيين ووقف تقييد عملهم حول العالم باعتبار ذلك ركيزة أساسية لحقوق الإنسان والحريات العامة في ظل الثمن الفادح الذي يدفعه الصحافيون لسعيهم وراء الحقيقة من أجل الصالح العام.
وقالت سكاي لاين ومقرها ستوكهولم في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إن قدرة الصحافيين على ممارسة مهنة الصحافة بأمان هو مسألة أساسية لضمان الوصول إلى المعلومات ولحماية الحريات الأساسية التي اعترف بها المجتمع الدولي.
وأبرزت سكاي لاين القلق العميق من تصاعد الانتهاكات والإساءات الواقعة على حقوق الإنسان والمتعلقة بأمن وسلامة الصحافيين بما فيها عمليات القتل والتعذيب والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والنفي والترهيب والتحرش والتهديد.
وأشارت إلى مقتل 42 صحافياً وإعلامياً أثناء قيامهم بعملهم خلال العام الحالي، وذلك في وقت يقبع ما لا يقل عن 235 صحافيا في السجون حالياً في قضايا تتعلق بعملهم بحسب الإحصاء السنوي لـ”الاتحاد الدولي للصحافيين”.
واعتبرت سكاي لاين أن الأرقام المذكورة تعبر عن حدة الخطر القاتل والتهديدات التي يواجهها الصحافيون حول العالم بسبب قيامهم بعملهم وهو ما يتطلب الضغط على حكومات الدول وسلطات إنفاذ القانون لتقديم قتلتهم إلى العدالة.
وقد تصدرت المكسيك قائمة 2020 للدول التي قتل فيها أكبر عدد من الصحافيين، للمرة الرابعة خلال خمس سنوات، بـ13 قتيلاً، تليها باكستان بخمسة قتلى. وسجلت كل من أفغانستان والهند والعراق ونيجيريا ثلاث عمليات قتل لصحافيين.
وأشار “الاتحاد الدولي للصحافيين” إلى عشرات الصحافيين الذين اعتقلوا، عادة من دون اتهام، لدى حكومات تريد تجنب التدقيق في تصرفاتها ما يسلط الضوء على انتهاك مروع من الحكومات الساعية لحماية نفسها من المحاسبة والتدقيق من خلال اعتقال الصحافيين وحرمانهم من الإجراءات القانونية الصحيحة.
من جهتها أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية أن من شأن وباء “كوفيد-19” مفاقمة التهديدات لحرية الصحافة في العالم، مشيرة إلى أن أنظمة استبدادية تستفيد من القيود المفروضة للحدّ من تفشي الوباء، لممارسة قمع أكبر على وسائل الإعلام.
وشددت سكاي لاين الدولية على أن سلامة الصحافيين لا يمكن تحقيقها من دون إطار قانوني يكون راسخاً بقوة في القانون الدولي لحقوق الإنسان ويوفّر حماية متينة لحرية الرأي والتعبير.
ونبهت إلى أن المواثيق والاتفاقيات الدولية توجب على الدول العمل على تعزيز مناخ آمن وداعم للصحافيين يساعدهم على أداء عملهم باستقلالية وبدون تدخل غير مبرر، وضرورة أن تتخذ الدول الخطوات المناسبة لمنع العنف والتهديدات والهجمات ضد الصحافيين وتضمن المساءلة على الجرائم المرتكبة ضدهم وضد الأفراد المرتبطين بهم.
وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حثت سكاي لاين الدولية على أهمية إنشاء آلية للإنذار المبكر والاستجابة السريعة تُمكّن الصحافيين وسائر العاملين في الحقل الإعلامي عند تعرّضهم للخطر، من الاتصال على نحو عاجل بالسلطات المناسبة ومن الاستفادة من التدابير الموضوعة لحمايتهم.
وأبرزت بهذا الصدد على أن مسألة سلامة الصحافيين لا يجب أن يقتصر على سلامتهم البدنية فحسب وإنما في السياق الأوسع لحرية وسائل الإعلام بما في ذلك إلغاء آليات الرقابة والمضايقة القانونية مثل قوانين التشهير ومكافحة الجرائم الالكترونية.
وختمت سكاي لاين بيانها بتأكيد أن مسألة الإفلات من العقاب تعد العقبة الكبرى التي تحول دون ضمان سلامة الصحافيين بصورة فعالة ما يتطلب من دول العالم ضمان المساءلة عن التهديدات والاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون وتقديم الجناة إلى العدالة بما يتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.