باريس – في الذكرى ال25 لوفاة الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة ضريحه في وقت أكدت شخصيات يسارية بارزة عدم وجود قواسم مشتركة كثيرة بين الرجلين.
حيث توفي ميتران في 8 كانون الثاني/يناير 1996، وكان قد حكم فرنسا لمدة 14 عاما بين 1981 و1995 عمل خلالها على دعم الوحدة الأوروبية والمصالحة مع ألمانيا اضافة الى إنجازه إصلاحات محلية على غرار إلغاء عقوبة الإعدام.
كما لا يزال الرئيس الأسبق بطلا في أعين الاشتراكيين الفرنسيين الذين يبحثون عن رمز جديد بعد فشل فرنسوا هولاند في الفوز بولاية ثانية في انتخابات 2017 ومع تراجع شعبية الحزب الاشتراكي إلى مستويات غير مسبوقة.
في حين وضع ماكرون وهولاند وشخصيات اشتراكية فرنسية بينها رئيس الحزب الاشتراكي الحالي أوليفييه فور أكاليل زهر على ضريح ميتران في مسقطه بمنطقة جارناك جنوب غرب فرنسا.
ونشر الرئيس الفرنسي على تويتر إن فترة حكم ميتران “لا تزال تلهم تاريخنا المشترك”.
وتابع أن الراحل كان “من بين اوائل من اعتبروا أن بناء أوروبا ضمان للاستقرار والسلام في القارة. يجب ألا ننسى أبدا كلماته: +النزعات القومية تعني الحرب+”.
كما أن حضور ماكرون في الذكرى يحمل بعدا رمزيا، إذ عمل على استقطاب شخصيات من مختلف المكونات السياسية، بينهم اشتراكيون، لتأسيس حزبه “الجمهورية إلى الأمام”.
لكن معلقين يرون أن ماكرون بصدد الانتقال إلى اليمين وليس اليسار في سياسته مع استعداده للانتخابات المقررة في 2022 التي يحتمل أن تصب في صالح زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
واعتبر أوليفييه فور أن حضور ماكرون لائق، لكنه شدد على وجود فوارق سياسية واسعة بينه وبين ميتران.
وقال لفرانس برس “لا أرى أي شيء مشترك بين سياستيهما”.
ووصف ماكرون بأنه “رئيس متلون” يربط نفسه بجميع قادة فرنسا البارزين في حين ينفذ سياسات شبيهة بتلك التي طبقها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي.