الاتحاد الأوروبي يعلن استعداده للتوسط بمفاوضات سد النهضة والتوتر بين السودان وإثيوبيا
بروكسل – كشف الاتحاد الأوروبي عن استعداده التام لمواصلة القيام بدور فعال في تقريب وجهات النظر بين البلدان الثلاثة (إثيوبيا والسودان ومصر) فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، مضيفا أنه سيلعب دورا كبيرا في معالجة قضية الحدود بين السودان وإثيوبيا.
وصرح بيكا أولافي هافيستو رئيس وفد الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الفنلندي إنه ناقش خلال زيارته للخرطوم قضية ملف سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن لدى السودان هواجس بشأن إعاقة تدفق المعلومات المائية بين الدول الثلاث.
وأضاف هافيستو في تصريحات للجزيرة إن الاتحاد الأوروبي كان مراقبا خلال جولات التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق “لكن المفاوضات لم تمض بشكل جيد خلال الفترة السابقة”، مشيرا إلى أن الاتحاد “على أهبة الاستعداد لمواصلة دوره الفعال في هذا الأمر”.
وفي سياق متصل، دعا وزير الموارد والري السوداني ياسر عباس إلى توسيع الوساطة في أزمة سد النهضة لتشمل الأمم المتحدة.
ملف الحدود
وفيما يتعلق بالمواجهات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، وعد مبعوث الاتحاد الأوروبي بأن الاتحاد سيلعب دورا كبيرا في معالجة هذه القضية، وقال إنه سيزور معسكرات اللاجئين الإثيوبيين في ولاية القضارف (شرقي السودان) اليوم الاثنين.
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان خلال لقائه مع المبعوث الأوروبي إن جميع الاتفاقيات المبرمة مع إثيوبيا تبين ملكية السودان لأراضيه الحدودية بشهادة المنظمات الإقليمية والدولية.
وتابع البرهان أن ما قام به الجيش السوداني هو إعادة انتشار داخل حدود الأراضي السودانية، موضحا أن الحوار والتفاوض هما الفيصل لمعالجة كل المشاكل مع إثيوبيا، خاصة الحدود وسد النهضة.
كما قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن موقف السودان ثابت بعدم الدخول في حرب مع الجارة إثيوبيا بشأن قضية الحدود، باعتبار أنها قضية محسومة منذ اتفاقيات عام 1902، وما تبقى هو وضع علامات الحدود.
وحذر حمدوك من إقبال إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل من دون اتفاق بين الأطراف، وقال إن ذلك سيكون له أثر كارثي على السودان، خاصة على أكثر من 20 مليون سوداني يعيشون على ضفاف نهر النيل الأزرق.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن السودان أن جيشه فرض سيطرته على مناطق حدودية سودانية كانت تسيطر عليها مليشيات إثيوبية.
كما تستضيف السودان أكثر من 67 ألف لاجئ من إثيوبيا فروا من معارك مسلحة بدأت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين الجيش الفدرالي الإثيوبي وقوات الحركة الشعبية لتحرير تيغراي في إقليم تيغراي الحدودي مع السودان.