المغرب يقطع الاتصال بالسفارة الألمانية بسبب التوترات الدبلوماسية
الرباط – أعلن وزير الخارجية المغربي في رسالة نشرت في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، أن المغرب أوقف الاتصالات مع السفارة الألمانية، فيما وصفه مسؤولون بأنه احتجاج على موقف برلين من نزاع الصحراء الغربية.
وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة، في الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء، والتي وزعتها وسائل الإعلام المغربية في وقت سابق اليوم، إن قرار تعليق التعامل مع السفارة وكذلك المنظمات الثقافية الألمانية جاء ردا على “سوء تفاهم عميق” في “قضايا أساسية للمغرب”.
وأشار بوريطة إلى رد فعل ألمانيا على القرار الأمريكي في ديسمبر بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وكذلك قرارها بعدم دعوة المغرب إلى اجتماع دولي حول ليبيا العام الماضي.
وقال الدبلوماسي إن هذه التحركات تظهر “تجاهلا” من جانب السلطات الألمانية.
وفي حين أن المغرب يرغب في الحفاظ على علاقته مع ألمانيا، فإن التعليق كان “شكلا من أشكال التحذير للتعبير عن عدم الارتياح بشأن العديد من القضايا”، حسبما قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس.
وأضاف المسؤول “لن يكون هناك اتصال حتى نتلقى أجوبة على مختلف الأسئلة التي طرحناها”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ولم يتسن الحصول على تعليق من السفارة الألمانية في الرباط.
كان للمغرب علاقات جيدة بشكل عام مع ألمانيا، وهي من المانحين الرئيسيين.
قبل ثلاثة أشهر أشاد وزير خارجيتها بـ “التميز في التعاون الثنائي” بعد أن أصدرت برلين 1.387 مليار أورو لدعم الإصلاحات المالية المغربية وإجراءات مكافحة فيروس كورونا.
وبحسب المسؤول المغربي الأجنبي، فإن الموقف الألماني من الصحراء الغربية يقع في قلب هذه التوترات.
كانت الصحراء الغربية، التي كانت مستعمرة إسبانية حتى عام 1975، مسرحًا لنزاع إقليمي منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي حركة انفصالية تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في الإقليم.
بعد انسحاب إسبانيا، خاض الجانبان حربًا حتى عام 1991 عندما تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدعم من الأمم المتحدة.
بينما تسيطر جبهة البوليساريو على حوالي خُمس الصحراء الغربية، يعتبرها المغرب جزءًا ذا سيادة من المملكة، على الرغم من أنها آخر منطقة رئيسية متبقية على قائمة الأمم المتحدة للأراضي التي لم يتم إنهاء الاستعمار فيها.
وبرز الخلاف المستمر منذ عقود مرة أخرى في دائرة الضوء في ديسمبر، عندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة الرباط على الصحراء الغربية في محاولة للتوسط في صفقة بين المغرب وإسرائيل لتطبيع العلاقات وفتح العلاقات الاقتصادية.
وأثارت هذه الخطوة انتقادات من ألمانيا التي دعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية.
وفي الأسبوع الماضي، ألقى البوليساريو باللوم على الأمم المتحدة في “المأزق السياسي” بشأن المنطقة المتنازع عليها ، وطالبت بالوفاء بوعودها “بتخليص الصحراء الغربية من الاستعمار”.
وقال المسؤول الأجنبي إن المغرب غضب من الانتقادات الألمانية بشأن اعتراف الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء الغربية.
كما أعربت عن استيائها من استبعادها من المناقشات حول مستقبل ليبيا السياسي في مؤتمر عقد في برلين في يناير 2000.
لعب المغرب خلال العام الماضي دورًا في المفاوضات الدبلوماسية الليبية، حيث استضاف محادثات بين أعضاء البرلمانات المتنافسة في البلاد، خارج العملية التي تيسرها الأمم المتحدة والتي بدأت في اجتماع برلين العام الماضي.