رئيسيشئون أوروبية

ساركوزي ينتقد “نفاق” رؤساء البلديات الفرنسية الذين قرروا مقاطعة مونديال قطر

دافع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن تنظيم كأس العالم في قطر، معتبراً أن كرة القدم ليست حكراً على الغربيين، وذلك في مقابلة مع أسبوعية “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية.

وقال ساركوزي: “كرة القدم هي رياضة عالمية ويجب أن تكون كل منطقة في العالم قادرة على تنظيم مسابقة دولية. وهي ليست حكراً على الغربيين: فرنسيين أو بريطانيين أو إيطاليين أو أمريكيين”.

وأضاف متأسفا: “ألاحظ أن جميع الدول التي نظمت أحداثا دولية كبرى في السنوات الأخيرة كانت موضع جدل متعدد، على غرار  الصين وروسيا والبرازيل وقطر اليوم. يجب أن نمنح كل من هذه البلدان المضيفة الفرصة لإظهار خبرتها وانتظار كيف ستمر هذه الأحداث قبل الحكم عليها”.

وانتقد ساركوزي “نفاق” رؤساء بلديات مثل باريس ومارسيليا وليون، الذين قرروا “عدم الترويج” لمونديال قطر، عبر حظر “مناطق المشجعين” أو الشاشات العملاقة في مدنهم.

واستهدف ساركوزي عمدة باريس آن هيدالغو، قائلا إنها “تبدو راضية جدا عن امتلاك وتمويل القطريين لنادي العاصمة الفرنسية. إنهم على حق. لكن هذا يبدو لي أكثر جاذبية من وضع وتركيب شاشة عملاقة”.

وفي السياق خط نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان شعارات مكتوبة في مناطق حيوية في العاصمة الفرنسية تهاجم المعايير المزدوجة لبلدية باريس تجاه مونديال كأس العالم في دولة قطر المقرر انطلاقه الشهر المقبل.

وجرى كتابة الشعارات أمام المقر الرئيسي لبلدية باريس والمواقع الحيوية في العاصمة للتنديد بالمعايير المزدوجة التي تسيطر على موقف بلدية باريس من كأس العالم.

وكتب النشطاء “من أجل حقوق العمال قاطعوا شركة توتال وليس كأس العالم” بالنظر إلى سجل الشركة الفرنسية في الإضرار بالبيئة وانتهاكها المعايير العالمية للصحة العامة.

كما كتب هؤلاء “قاطعوا شركة لافارج لتمويلها (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش وليس كأس العالم”.

وجاء تحرك النشطاء في وقت وجهت أوساط حقوقية ونقابية انتقادات واسعة إلى فرنسا سياسة تمييز والكيل بمكيالين في التعامل مع مونديال كأس العالم 2020 في دولة قطر.

إذ كان إطلاق حملة فرنسية على استضافة قطر مونديال كأس العالم، بقيادة بلديات مدن فرنسية وطبقات سياسية وإعلامية تتضمن التحريض على مونديال كأس العالم في قطر.

وأعلنت بلديات مثل باريس ومرسيليا وليل وبوردو عدم بث مباريات كأس العالم على الشاشات العملاقة في المناطق العامة بحجج واهية ودون أدلة تعلق بملف حقوق الإنسان في قطر.

لكن الأوسط الحقوقية النقابية ربطت بين قرار إدارة البلديات وفشلها بإيجاد حلولا لأزمة الطاقة في موسم الشتاء بفعل أزمة حروب روسيا على أوكرانيا المستمرة منذ شباط/فبراير الماضي.

وأعلنت بلدية مدينة “ليل” (شمال) عدم وضع شاشات عملاقة لمتابعة المباريات المقررة في الفترة بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر بعد تبني مجلس المدينة لـ”إعلان رفض” عقده في قطر معتبراً إياه “هراء بالنظر إلى حقوق الإنسان والبيئة والرياضة”.

وقالت رئيسة بلدية المدينة مارتين أوبري عن الحزب الاشتراكي في تغريدة على تويتر “لن نبث أي مباراة على شاشة عملاقة” وأوضحت أن القرار تم تبنيه “بالإجماع” من قبل مجلس المدينة.

وجاء موقف البلديات الفرنسية في ظل الغضب الشعبي المتصاعد في فرنسا ضد الحكومة والبلديات على حد سواء بسبب أزمة الغاز وارتفاع أسعاره قبيل موسم الشتاء في ظل انعدام بدائل الطاقة المناسبة.

كما تم ربط الحملة الفرنسية بموقف قطر الرافض للمثلية الجنسية خلال مونديال كأس العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى