دعا نواب بريطانيون حكومة البلاد إلى تعليق برامج التمويل “السرية” لدول الخليج التي يزعمون أنها قد تعرض المملكة المتحدة لخطر التواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية والبحرين.
قالت المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب والمعنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الخليج، إن البرامج التي تبلغ تكلفتها ملايين الجنيهات، والتي يدعمها صندوق النشاط المتكامل (IAF)، تدار “بمستويات دنيا مطلقة من المساءلة والشفافية والاجتهاد رغم كونها مرارًا وتكرارًا في انتهاكات حقوق الإنسان”.
وذكر تقرير المجموعات، كما ورد في الفاينانشيال تايمز، أن المؤسسات التي تدعمها جبهة العمل الإسلامي في المملكة العربية السعودية والبحرين “تبيض انتهاكات حقوق الإنسان، مما يعرض حكومة المملكة المتحدة لخطر التواطؤ في الانتهاكات نفسها”.
وأضافت أنه “يجب تعليق التمويل الحكومي لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال [صندوق استراتيجية الخليج] على الفور لحين إجراء تحقيق مستقل في تورطه في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي”.
تم إطلاق IAF، الذي تم استبداله لاحقًا بصندوق استراتيجية الخليج (GSF)، في عام 2016 وتم إنشاؤه لتوفير التمويل للاستثمار في البرامج في منطقة الخليج.
وقد تم انتقادها من قبل مجموعات حقوقية لكونها “غير قادرة على الكشف عن المعلومات المتعلقة ببرامج IAF بمزيد من التفصيل”، مشيرة إلى “واجب الحفاظ على ثقة وسرية شركائنا”.
وقال التقرير إن سلاح الجو الهندي أنفق 53 مليون جنيه إسترليني (73 مليون دولار) بين عامي 2016 و 2017 وبين عامي 2019 و 2020.
بعد عدة طلبات بشأن حرية المعلومات وانتقادات شديدة بشأن الافتقار إلى الشفافية في المبادرة الممولة من دافعي الضرائب البريطانيين، وعد وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي العام الماضي بنشر ملخص للأنشطة المستقبلية.
وقالت الصحيفة إن التقرير اتهم الحكومة بأنها “مضللة” و “خادعة” بشأن سلاح الجو الهندي بقولها إنه يُزعم أنه صندوق للصحة والرياضة والثقافة وليس للأمور الأمنية في البحرين.
وقالت وزارة الخارجية للصحيفة إن كل أشكال التعاون من خلال الصندوق “تخضع لتقييم دقيق للمخاطر لضمان أن جميع الأعمال تفي بالتزاماتنا في مجال حقوق الإنسان وقيمنا”.
وأضافت “نحن لا نخجل من إثارة مخاوف مشروعة بشأن حقوق الإنسان ونشجع الدول الأخرى على احترام القانون الدولي”.
ومع ذلك، يضيف التقرير الشامل للأطراف برامج تمويل جبهة العمل الإسلامي وصندوق الضمان الاجتماعي إلى “الهيئات في البحرين والمملكة العربية السعودية التي لا تزال متورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، التي شهدت خروج المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية إلى شوارع الدولة الخليجية ، شنت البحرين حملة قمع شاملة ضد جماعات المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان.
في غضون ذلك، تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في العالم، وفقًا لمبادرة قياس حقوق الإنسان.