كشفت الرئاسة الفرنسية أن “قادة فرنسا والصين وألمانيا قد ناقشوا في اجتماع عبر تقنية الفيديو، آخر تطورات الملف النووي الإيراني”، بينما أعرب وزير الخارجية الألماني عن اقتناعه بأن مفاوضات فيينا يمكن أن تثمر في الأسابيع المقبلة.
وسبق وأن قال مصدر بالرئاسة الفرنسية إن القادة دعوا جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا بشأن برنامج إيران النووي، إلى اغتنام الفرصة التي تتيحها تلك المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.
وتحدث مسؤول أوروبي بأن “المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وإن الوقت ليس في صالح أطراف هذه المفاوضات”.
وأضاف المسؤول إلى أن جوانب أساسية في الاتفاق ما تزال قيد النقاش، منها مطالبة إيران بالتنصيص على ضمانات في حال انسحاب أحد الأطراف، لكنه أكد أنه من الصعب للغاية تقديم ضمانات سياسية وقانونية لطهران.
حيث أوضح أن إيران أدركت صعوبة المطالبة بتعويضات عن الخسائر الاقتصادية التي لحقت بها، جراء إلغاء العقود التجارية مع الشركات الأجنبية.
فيما اعتبر المسؤول الأوروبي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لديها إرادة صادقة في التوصل لاتفاق ضمن حدود معينة، ولكن ليس بأي ثمن.
وعن المواقف الإقليمية، قال المصدر إن السعودية تخلت تماما عن معارضة فكرة عودة الولايات المتحدة للاتفاق، بينما ما تزال إسرائيل تبدي تحفظا واضحا بشأنه.
وفي ذات السياق، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الاثنين في مدريد، عن اقتناعه بأن المفاوضات الحالية التي تجري مع إيران والرامية إلى إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني يمكن أن تثمر في الأسابيع المقبلة.
وأضاف وزير الخارجية الألماني في مؤتمر صحفي مع نظيرته الإسبانية في مدريد، “أعتقد أننا سنتوصل إلى تحقيق ذلك في الأسابيع المقبلة”، ولم يقدم أي إيضاحات حول المفاوضات التي استؤنفت في فيينا في أبريل/نيسان، بغية إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونثالث لايا، إن “الدول الأعضاء بمبادرة ستوكهولم تنتظر تحقيق تقدم واضح في المفاوضات النووية الإيرانية”.
وأكدت غونثالث في ختام رابع اجتماع وزاري في إطار “مبادرة ستوكهولم”، أن التوصل إلى اتفاق لن يتم إلا عبر المفاوضات وأن دول المبادرة تنتظر عودة الولايات المتحدة إلى هذه المفاوضات بشكل كامل، وتأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل كل شيء.
و”مبادرة ستوكهولم” مؤلفة من 16 دولة بينها ألمانيا واليابان تشكّلت في عام 2019 بهدف التقدّم باقتراحات ملموسة من أجل المضي قدما نحو عالم خال من الأسلحة النووية.
وفي 2015، وقّعت إيران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة و فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، قبل أن تنسحب منه في 2018 إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب.
وعقب الانسحاب، فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران في أغسطس/آب، وأتبعتها بعقوبات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.
وفي أبريل/نيسان الماضي، انطلقت محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة ترامب منه في مايو/أيار 2018.