مع اقتراب الذكرى الأولى لتفجير بيروت، قال الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنه يأمل في تطوير الإطار القانوني للعقوبات التي تستهدف القادة اللبنانيين.
منذ أكثر من 11 شهرًا منذ استقالة الحكومة اللبنانية ردًا على الانفجار الذي وقع في 4 آب / أغسطس 2020، لا تزال البلاد ترأسها حكومة انتقالية.
بقيادة فرنسا، يسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى تكثيف الضغط على السياسيين المتنازعين في لبنان بعد أشهر من الأزمة التي جعلت البلد الصغير يواجه الانهيار المالي والتضخم المفرط وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والغذاء.
كما يأمل الاتحاد الأوروبي أن يكون قد طور إطار عمل لنظام عقوبات بحلول نهاية يوليو.
وفقًا لمذكرة دبلوماسية اطلعت عليها رويترز، من المرجح أن تشمل تبرير عقوبات الاتحاد الأوروبي مثل حظر السفر وتجميد الأصول لسياسيين محددين الفساد وعرقلة جهود تشكيل الحكومة والمخالفات المالية وانتهاكات حقوق الإنسان.
هذه الخطوة جزء من جهود دولية أوسع لإجبار حكومة مستقرة قادرة على تنفيذ إصلاحات حاسمة للخروج من قرابة عام من الفوضى السياسية والانهيار الاقتصادي في أعقاب الانفجار الذي دمر ميناء بيروت.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن الإجراء لن يتم تنفيذه على الفور.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، للصحفيين في بروكسل: “يمكنني القول إن الهدف هو استكمال ذلك بحلول نهاية الشهر. أنا لا أتحدث عن تطبيق النظام، بل عن بناء النظام على أساس قانوني سليم”.
نتج الانفجار عن مئات الأطنان من سماد نترات الأمونيوم المخزنة بشكل غير صحيح والتي انفجرت على رصيف ميناء بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.
بعد ذلك، اتضح أن المسؤولين كانوا على علم منذ سنوات بتخزين المادة المتفجرة هناك بشكل غير آمن.
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: “لبنان كان في وضع التدمير الذاتي منذ عدة أشهر”. “الآن هناك حالة طوارئ كبيرة لسكان في محنة.”
وقال لو دريان إن هناك إجماعا الآن بين دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بشأن نظام عقوبات.
وفي لبنان، قال مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية إن القاضي المكلف بالتحقيق في الانفجار رفض طلب نواب بتقديم مزيد من الأدلة قبل رفع الحصانة عن ثلاثة وزراء سابقين.
في وقت سابق من يوليو، قال كبير القضاة طارق البيطار إنه طالب البرلمان بإلغاء الحصانة عن وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال العامة السابق غازي زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق.
وقال بيطار إنه كان يبحث في تهم محتملة تتعلق بـ “النية المحتملة للقتل” و “الإهمال”.
قد يعني تحرك يوم الاثنين مواجهة جديدة، مع مخاوف من أن التحقيق قد يخرج عن مساره بسبب التدخل السياسي.
في شباط (فبراير)، أقيلت المحكمة سلف بيطار بصفته القاضي الرئيسي في التحقيق، وشككت في حياده لأن منزله تضرر في الانفجار.
وكان القاضي قد وجه في ديسمبر / كانون الأول تهماً إلى رئيس الوزراء المؤقت حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين بتهمة “الإهمال والتسبب في وفاة المئات”، مما أثار غضب السياسيين.
أدان نشطاء حقوقيون حكم المحكمة باعتباره مثالاً آخر على وضع الطبقة السياسية الراسخة في لبنان نفسها فوق القانون. واستقال دياب من منصبه بعد الانفجار لكنه ظل قائدا لتصريف الأعمال.
ذكرت وكالة انباء انى ان اقرباء ضحايا الانفجار احتجوا امام منزلى وزيرين يوم الاثنين مطالبين بفقدان حصانتهم.
وفي الشهر الماضي، دعت جماعات حقوقية بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة في الانفجار في ضوء التحقيق المتعثر.