إسبانيا ترحل مهاجرين مغاربة لتهدئة التوتر مع الرباط
بدأت إسبانيا الأمس الجمعة، في ترحيل مئات الشبان المغاربة الذين عبروا الحدود إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيطرة مدريد في مايو ، بعد التوصل إلى اتفاق مع الرباط.
ويأتي هذا كمؤشر على تهدئة التوترات بين الجانبين في أعقاب الخلافات المحتدمة.
نقلت محطة الإذاعة الإسبانية المحلية La Serre عن مصادر في سبتة أن القاصرين يتم نقلهم بالفعل إلى المغرب في مجموعات صغيرة.
نشب خلاف بين المغرب وإسبانيا بسبب قرار مدريد استضافة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي استخدم هوية مزورة لتلقي العلاج دون إبلاغ الرباط.
وبعد ذلك، اندلعت أزمة الهجرة في سبتة.
أُعيد معظم المهاجرين، الذين يُقدر عددهم بنحو 10 آلاف شخص، على الفور إلى المغرب، في حين ظل هناك حوالي 700 قاصر غير مصحوبين بذويهم.
واعتبر تدفق اللاجئين انتقاما لقرار إسبانيا استضافة غالي دون استشارة الرباط.
وهكذا عاد الزعيم الصحراوي إلى الجزائر في يونيو بعد أن أمضى أكثر من شهر في مستشفى داخل إسبانيا.
في 18 مايو، استدعت الرباط السفيرة في مدريد كريمة بنييش للتشاور بعد أن دعتها وزارة الخارجية الإسبانية للاحتجاج على تدفق حوالي 8000 مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة.
وتشهد منطقة الصحراء الغربية منذ عام 1975 صراعا بين المغرب وجبهة البوليساريو بعد انتهاء الاحتلال الإسباني أدى إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين.
وتوقف هذا في عام 1991 عن طريق اتفاق وقف إطلاق النار، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتقترح الرباط توسيع نطاق الحكم الذاتي تحت سيادتها في الصحراء الغربية، بينما تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تدعمه الجزائر، والتي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين من المنطقة.
كما يمثل ملف الصحراء الغربية أحد أبرز قضايا الخلاف بين الجزائر والمغرب.
وأغلق البلدان حدودهما المشتركة منذ 1994 بسبب الخلافات السياسية.
في انتظار التوصل إلى حل، يعيش اللاجئون الصحراويون، الذين يقدر عددهم ما بين 100،000 و 200،000 في غياب إحصاء رسمي، في مخيمات بالقرب من تندوف بالجزائر.
يسيطر المغرب على 80 في المائة من الصحراء الغربية، التي تمتد على مساحة 266000 كيلومتر مربع، تمتد على أكثر من 1000 كيلومتر على طول المحيط الأطلسي.
وتعتبر السلطات المغربية المنطقة الغنية بالفوسفات جزءًا لا يتجزأ من أراضي المملكة.
دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار واستئناف مسار التسوية السياسية بعد تعليق المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في ربيع عام 2019.