الصحة العالمية تدعو لاحتياطات إضافية لمكافحة متحور أوميكرون
دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ احتياطات إضافية نظرا لأن أوميكرون يصبح المتغير السائد في دول عدة.
وفيما تعطي الآن بعض البلدان جرعات اللقاح المعززة (جرعة ثالثة) فإن فقط نصف الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية تمكن من تحقيق هدف تطعيم 40 في المائة من السكان مع حلول نهاية العام، “بسبب اختلالات في الإمداد العالمي.
وحذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من أن برامج الجرعات المعززة من اللقاحات ضد كـوفيد-19 قد تطيل أمد الجائحة بدلا من إنهائها، وذلك “من خلال تحويل الإمدادات إلى البلدان التي لديها بالفعل مستويات عالية من تغطية التطعيم، مما يمنح الفيروس المزيد من الفرص للانتشار والتحوّر.”
وذكّر د. تيدروس أن اللقاحات الموجودة حاليا تظل فعّالة ضد متغيري دلتا وأوميكرون.
وقال: “من المهم أن نتذكر أن الغالبية العظمى من حالات دخول المستشفى والوفيات تحدث لدى الأشخاص غير المحصنين وليس في صفوف الأشخاص الذين لم يتلقوا الجرعة المعززة.”
وشدد على أنه لا يجب اعتبار الجرعات المعززة بمثابة تذكرة تسمح بالمضي قدما في الاحتفالات المخطط لها، دون الحاجة إلى اتخاذ احتياطات أخرى. “لا يمكن لأي دولة أن تخرج من الجائحة بالجرعات المعززة.”
وبحسب مدير عام منظمة الصحة العالمية، فإن اللقاحات أنقذت العديد من الأرواح هذا العام، لكن المشاركة غير المنصفة لتلك اللقاحات أودت بحياة الكثيرين.
وتابع المسؤول الأممي يقول: “نظرا لأن أوميكرون يصبح المتغير السائد في العديد من البلدان، نحتاج جميعا إلى اتخاذ احتياطات إضافية.”
ولذا، تصدر منظمة الصحة العالمية اليوم إرشادات محدثة للعاملين الصحيين، وتوصي فيها باستخدام إما كمامة التنفس أو القناع الطبي، بالإضافة إلى معدات الحماية الشخصية الأخرى، عند دخول غرفة يوجد بها مريض يشتبه بإصابته بفيروس كورونا، أو مريض تأكدت إصابته بالمرض.
وكمامة التنفس التي تشير إليها منظمة الصحة العالمية هي أقنعة التنفس مثل N95 وأيضا FFP2، ودعت إلى ارتدائها في سياقات تكون فيها التهوية سيئة في غرف الرعاية.
وقال د. تيدروس: “ندرك بألم شديد أنه لا توجد لدى العديد من العاملين الصحيين كمامات التنفس.”
وتطلب منظمة الصحة العالمية من المصنّعين والدول توسيع نطاق إنتاج وشراء وتوزيع كل من أقنعة التنفس والأقنعة الطبية لاستخدامها في أماكن الرعاية الصحية.
وقال د. تيدروس: “بكل صراحة، من الصعب فهم كيف أنه بعد عام منذ إدارة أول لقاحات، 3 من بين كل 4 عاملين صحيين في أفريقيا لم يتلقوا التطعيم بعد.”
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم إعطاء لقاحات كافية على مستوى العالم هذا العام، بحيث كان من الممكن الوصول إلى هدف الـ 40 في المائة في كل بلد بحلول أيلول/سبتمبر، إذا وُزّعت هذه اللقاحات بإنصاف عبر مرفق كوفاكس والصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات (AVAT).
وشحن اليوم مرفق كوفاكس جرعة اللقاح رقم 800 مليون. وتم شحن نصف هذه الجرعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتشير توقعات المنظمة إلى أن الإمداد سيكفي لتطعيم كل سكان العالم البالغين، وإعطاء الجرعات المعززة إلى السكان الأكثر عرضة للخطر، مع حلول الربع الأول من 2022.
لكن، تنوّه منظمة الصحة العالمية إلى أنه فقط في وقت لاحق من عام 2022، سيكون الإمداد كافيا للاستخدام المكثف للجرعات المعززة لدى جميع البالغين.
وقال د. تيدروس في ختام كلمته: “يجب أن نغادر عام 2021 بحزن ونتطلع إلى عام 2022 بأمل.”