منظمة الصحة العالمية: جائحة كوفيد-19 ستستمر في المستقبل المنظور
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يجب على العالم أن يقبل بحقيقة أن جائحة كوفيد-19 موجودة معنا في المستقبل المنظور، حتى لو كان من الممكن إنهاء مرحلة الجائحة الحادة هذا العام.
وفي تصريحات من جنيف، قال د. تيدروس إنه في الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن 100 حالة كل ثلاث ثوانٍ في المتوسط، وفقد شخص حياته بسبب فيروس كورونا كل 12 ثانية.
وقال: “لا يزال من الخطر افتراض أن أوميكرون سيكون المتغيّر الأخير، أو أننا وصلنا إلى نهاية الجائحة.”
وأضاف د. تيدروس يقول: “على العكس من ذلك، على الصعيد العالمي، تعتبر الظروف مثالية لظهور المزيد من المتغيرات.”
وأشار إلى أنه مر عامان ويوم بالتحديد منذ أن أعلِن أن الفيروس القاتل يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
من جهة أخرى، قال أكبر مسؤول أوروبي في منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من أن أزمة سارس-كوف-2 لم تنتهِ بعد، إلا أنه “يأمل” في رؤية نهاية مرحلة “الطوارئ” في عام 2022.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، د. هانز كلوغه: “بينما يبدو أن أوميكرون يسبب مرضا أقل خطورة بكثير من دلتا، لا نزال نشهد ارتفاعا سريعا في حالات التماس العلاج في المستشفيات، بسبب العدد الهائل من الإصابات.”
وأضاف يقول: “هذا بالإضافة إلى عبء دلتا الذي لم ينحسر بالكامل، وكذلك إلى العدد الكبير من الحالات العرضية لدخول المستشفيات. ولحسن الحظ، فإن دخول وحدة العناية المركزة في المستشفيات لا يتكرر كثيرا مع أوميكرون. كما هو متوقع، فإن معظم الأشخاص الذين يحتاجون إلى العناية المركزة في جميع أنحاء المنطقة غير محصنين.”
في مناشدة للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، قال د. تيدروس يجب أن تكون أولويتها القصوى “وقف التهديدات الصحية المستقبلية من الترسخ والتسبب في مثل هذا الاضطراب الهائل للأنظمة الصحية والاقتصادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.”
وللقيام بذلك، يجب على جميع الدول تعزيز الصحة والرفاهية، والوقاية من المرض من خلال معالجة أسبابه الجذرية، كما قال في دعوته لتجديد التركيز على الرعاية الصحية الأولية للجميع.
وبشأن معالجة مسألة فيروس كورونا على وجه التحديد، حث د. تيدروس على إدارة أفضل لأمراض الجهاز التنفسي الحادة، من خلال منصة دولية “مستدامة ومتكاملة” تعمل على تنسيق الاستعداد لمواجهة الجوائح في المستقبل.
بعد مرور عامين على تفشي الجائحة، ومع الإبلاغ عن 350 مليون حالة إصابة وأكثر من 5.5 مليون حالة وفاة – “من المعروف أن الأرقام أقل من الواقع” – أصر د. تيدروس على ضرورة تنفيذ العديد من الإجراءات الأخرى لحماية الفئات الأكثر ضعفا.
وقال: “تعلّم التعايش مع كـوفيد-19 لا يعني أننا نمنح هذا الفيروس رحلة مجانية. لا يمكن أن يعني ذلك أننا نقبل ما يقرب من 50,000 حالة وفاة أسبوعيا، من مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه. لا يمكن أن يعني هذا أننا نقبل عبئا غير مقبول على أنظمتنا الصحية، في حين أن العاملين الصحيين المنهكين يذهبون مرة أخرى إلى خطوط المواجهة كل يوم.”
وإذ يكرر دعوة جميع البلدان إلى تطعيم 70 في المائة من سكانها للمساعدة في إنهاء المرحلة الحادة من الجائحة، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن 86 دولة في جميع المناطق لم تتمكن من تحقيق هدف العام الماضي المتمثل في تطعيم 40 في المائة من سكانها.