ارتفعت الأسبوع الماضي حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط بنسبة 37 في المائة مقارنة بالأسبوع الذي سبقه. ومقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، شهد الإقليم زيادة في الحالات بنسبة 186 في المائة.
وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي لمنظمة الصحة العالمية – إقليم شرق المتوسط، قال المدير الإقليمي الدكتور أحمد المنظري: “خلال العام الماضي، لم يكن كثير منا يسمع إلا بعدد قليل من الإصابات في محيطنا المباشر، أما الآن فنرى الفيروس يظهر في بيوتنا وبين أقرب الناس إلينا.”
وأضاف أن أوميكرون يُمكن أن يتسبب في جميع أشكال المرض، بداية من العدوى عديمة الأعراض، والعدوى الخفيفة، إلى العدوى التي تتطلب الاحتجاز بالمستشفى، وصولا إلى الوفاة.
وبحسب المسؤول في الوكالة المعنية بالصحة، لا يزال الوضع في الإقليم يبعث على القلق، فحتى 22 كانون الثاني/يناير 2022، أبلِغ عن أكثر من 18.2 مليون حالة إصابة، ونحو 320 ألف حالة وفاة بسبب كـوفيد-19.
وقال د. المنظري: “على الرغم من عدم ورود أعداد دقيقة من البلدان بشأن حالات الاحتجاز بالمستشفى التي تُعزى إلى المتحور أوميكرون، يوجد عبء متزايد على نُظُم الرعاية الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية كنتيجة مباشرة لهذا المتحور الجديد الذي يُشكّل غالبية الحالات الجديدة المُكتشفة.”
وعرّج د. المنظري على ما وصفه بتزايد “علامات الفتور والسأم” من كوفيد-19 بين عامة الناس، والقلق إزاء الانتشار السريع لأوميكرون، واللغط بشأن الجرعات المُنشطة وفعالية اللقاحات المُتاحة ضد المتغيرات الجديدة.
وأضاف يقول: “يحاول الفيروس أن يظل متقدما علينا بخطوة، بينما نعمل بشكل جماعي على احتوائه. ولن يكون أوميكرون التحوّر الأخير لهذا الفيروس ما دمنا نشهد سريان المرض.”
ويرى المسؤول الأممي أن انخفاض مستويات التغطية بالتطعيم، ومحدودية الالتزام بتدابير الوقاية في الإقليم، كل ذلك يسهم أيضا في الزيادة الضخمة المشهودة حاليا، وفي إطالة المرحلة الحادة من هذه الجائحة.
ذكّر د. أحمد المنظري بتوصيات منظمة الصحة العالمية من أجل إنهاء الجائحة، منها:
الالتزام باستجابة تشمل الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره. ففي بلدان مثل البحرين، والمملكة العربية السعودية، وباكستان، وعُمان، وتونس، حيث شاركت أعلى مستويات القيادة بنشاط في الاستجابة، شهدنا بوجه عام استجابة جيدة للجائحة خلال العام الماضي، فضلا عن حملات تطعيم ناجحة.
لا يزال الترصد، والاختبار، والعزل، وتتبع المخالطين، والعلاج عناصر رئيسية في أي استجابة وطنية. ويجب على البلدان أن تواصل تسريع وتيرة استجابتها الوطنية لاحتواء الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة وتنفيذ أي قيود تُفرض استنادا إلى تقييمات المخاطر.
الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية: الحصول على اللقاحات، وارتداء الكمامات، وغسل اليدين أو تعقيمهما، والالتزام بالتباعد البدني، وتهوية الأماكن المغلقة، وتجنب الحشود، وممارسة آداب السعال والعطس الصحيحة.
الحاجة إلى التنسيق والتعاون بين البلدان وانخراط مختلف الشركاء. فاحتواء الجائحة في بلد واحد فقط ليس حلا.
“حياة الناس معرّضة للخطر كل يوم”
حذر د. المنظري من أنه مع الارتفاع الحاد في الحالات، فإن حياة الأشخاص معرضة للخطر يوميا. وشدد على أن أوميكرون يمكن أن يتسبب بأعراض المرض الوخيمة ويضع النظم الصحية تحت ضغط.
وقال: “رغم أن معظم حالات الإصابة الناجمة عن هذا التحوّر قد تكون أخف وخامة، فإنه لا يزال يتسبب في الاحتجاز بالمستشفى والوفاة، بل إن الحالات الأقل وخامة تتسبب أيضا في إنهاك المرافق الصحية.”
وشدد على أن اللقاحات تنقذ الأرواح. فمعظم الإصابات الحالية تحدث لأشخاص لم يحصلوا على اللقاح، ولا تزال اللقاحات فعالة للغاية في الحماية من الإصابة بأعراض المرض الخطيرة، والاحتجاز بالمستشفى، والوفاة، وحتى من تحوُّر أوميكرون.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أوصت مؤخرا بعلاجين جديدين لمرض كوفيد 19، وهما دواء التهاب المفاصل الروماتويديّ المُسمى باريسيتينيب والأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي يُطلق عليها سوتروفيماب.