أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء تقارير عن طرد لاجئين غير أوروبيين من مراكز إيواء في فرنسا وألمانيا لإحلال لاجئين أوكرانيين مكانهم، واصفًا الخطوة بـ”العنصرية وغير الإنسانية”.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي، إنّه اطلع على تقارير تفيد أنّ إقليم “إيسون” ومنطقة “بانتان” بفرنسا قررا طرد لاجئين غير أوروبيين من مراكز الإيواء لإفساح المجال للاجئين الأوكرانيين.
إذ ذكرت التقارير أنّ 50 لاجئًا من غينيا ومالي وأفغانستان أُبلغوا بطردهم قريبًا من مراكز الإيواء التي يقيمون فيها في إقليم “إيسون” ليحل محلهم لاجئون أوكرانيون.
وقال الشبان المبلغون بالطرد، وبعضهم من القصر، إنّ طردهم من أماكن الإيواء سيهدد سلامتهم وصحتهم العقلية، وسيحرمهم من الأنشطة التعليمية التي كانوا يحضرونها، وسينتهي بهم المطاف في الشارع بلا مأوى.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن الحادثة تأتي بعد وقت قصير من طرد 60 أفغانيًا من مأواهم في فندق “إيبيس” في “بانتان” بفرنسا لإحلال لاجئين أوكرانيين.
وأشار إلى أنّ نفس السياسة تكررت في ألمانيا، إذ تم نقل العديد من طالبي اللجوء، بما في ذلك عائلات بأكملها، من مراكز الإيواء لإحلال لاجئين أوكرانيين مكانهم، دون السماح لهم بالاعتراض على القرار.
فيما اشتكى العديد من طالبي اللجوء من أصل غير أوروبي بشكل أساسي من أنّ السكن البديل الذي حصلوا عليه أصغر حجمًا ويقع بعيدًا عن مدارس أطفالهم.
وقالت إحدى الأسر إنه تم تشتيتها وتقسيم أفرادها إلى قسمين في مسكنين.
وأكّد الأورومتوسطي أنّ اللاجئين الأوكرانيين يستحقون الحماية التي يوفرها ميثاق الاتحاد الأوروبي والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك السكن والمأوى، ولكن ذلك لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون على حساب الفئات الضعيفة الأخرى، ولا سيما طالبي اللجوء والشباب الذين هم في أمس الحاجة إلى المأوى.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي “رامي عبده” إن “لا شيء يبرر معاملة بعض اللاجئين أو طالبي اللجوء على أنهم يستحقون المأوى أكثر من غيرهم”.
وأضاف أن “جعل بعض الفئات الضعيفة بلا مأوى أو إعادة توطينهم قسراً لإفساح المجال أمام اللاجئين الأوكرانيين يعبر عن سياسة تمييزية تنتهك ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، ولا سيما الحق في السكن الملائم، وكذلك المادة 31 من الميثاق الاجتماعي الأوروبي”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات الفرنسية إلى التراجع الفوري عن طرد اللاجئين في “إيسون” و”بانتان”، كما طالب السلطات الألمانية بإعادة النظر في سياسة نقل طالبي اللجوء في مراكز الاستقبال وضمان السكن الملائم للاجئين الأوكرانيين دون المساس بحقوق الآخرين.