تقرير: المملكة السعودية أجبرت الرئيس اليمني على الاستقالة
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين سعوديين ويمنيين أن المملكة العربية السعودية أجبرت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على ترك منصبه وإبقائه قيد الإقامة الجبرية في الرياض.
وسط محادثات تجري بين سياسيين يمنيين في الرياض في الأسبوع الثاني من أبريل / نيسان، عندما سلم هادي السلطة إلى مجلس يضم مجموعات يمنية مختلفة، أعطى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (MBS) الرئيس اليمني مرسومًا كتابيًا يفوض سلطاته لـ المجلس، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا إلى المجلة.
وقال مسؤول سعودي للصحيفة: “هادي قيد الإقامة الجبرية فعليًا في منزله في الرياض دون إمكانية الوصول إلى الهواتف”.
وأضاف المسؤول السعودي ثان إن قلة من السياسيين اليمنيين سُمح لهم بلقائه وفقط بموافقة مسبقة من الرياض.
قال محمد بن سلمان لهادي إن القادة اليمنيين الآخرين يعتقدون أن الوقت قد حان لتنحيه، وهدد المسؤولون السعوديون بفضح أدلة الفساد المزعوم التي ارتكبها هادي.
وقال مسؤول سعودي آخر للصحيفة إن الرياض لم تضغط على هادي للاستقالة وأن المملكة لا تبقيه رهن الإقامة الجبرية، لكن الفصائل المختلفة الموالية للحكومة في اليمن فقدت الثقة به وطلبت من المملكة العربية السعودية إقناعه بمغادرة منصبه.
وتابع المسؤول السعودي “السعودية لم تدبر عزل هادي ولم تهدد بفضح الفساد المزعوم”.
وأضاف أن دورها اقتصر على نقل رغبة الفصائل اليمنية التي شاركت في المحادثات اليمنية إلى الرئيس هادي.
أعلن هادي في 7 أبريل / نيسان أنه سيتنازل عن سلطته لمجلس رئاسي جديد، وهي الخطوة التي رحبت بها السعودية، والتي قدمت للحكومة 3 مليارات دولار كمساعدة.
ويضم المجلس شخصيات مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي وميليشيا لواء العمالقة القوية، بالإضافة إلى شخصيات مرتبطة بحزب الإصلاح، وهو فرع من جماعة الإخوان المسلمين.
المملكة العربية السعودية تبحث عن مخرج من اليمن
ويأتي تشكيل المجلس أيضا على خلفية الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، في أول أيام شهر رمضان.
ومن المفترض أن تستمر الهدنة لمدة شهرين، وحتى الآن لم يخرقها أي من الطرفين.
يبدو أن المعلومات الواردة من الرياض تشير إلى أن محمد بن سلمان يتطلع إلى إخراج السعودية من الصراع المستمر منذ ثماني سنوات.
يعتقد الخبراء أن الخطوة لتوحيد الكتلة المناهضة للحوثيين هي مقدمة لتأمين مخرج نهائي ، حتى لو تركت البلاد غارقة في أزمة لسنوات قادمة.
لكن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد للحكومة، قائلين إنه فرض من قبل قوة أجنبية، ودعوا إلى إنهاء ما يعتبرونه تدخلا سعوديا.
تسببت الحرب في اليمن في مقتل مئات الآلاف ودمرت الاقتصاد، وتركت 80 في المائة من السكان البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات.
تولى هادي رئاسة الدولة اليمنية المنهارة في عام 2012 في خطة انتقال سياسي تدعمها دول الخليج بعد احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح.
ويقول الحوثيون إنهم يحاربون الفساد و”العدوان” الذي تقوده السعودية.
تضغط الأمم المتحدة من أجل مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الصراع الذي تتنافس فيه عدة فصائل يمنية على السلطة.
ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق على هذا التقرير.