الأورومتوسطي يطالب هولندا بإيواء فوري لطالبي اللجوء في “تير آبيل”
وجّه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رسالة عاجلة إلى وزير الهجرة في هولندا “إريك فان دير بورغ” بشأن تكدّس طالبي اللجوء داخل مراكز الإيواء المؤقت، وعدم وجود أماكن إيواء لعدد كبير آخر، جرّاء التأخر في معالجة طلبات اللجوء.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي “رامي عبده” في الرسالة إنّ المنظمة تلقّت إفادات من عدد من طالبي اللجوء يشتكون فيهم من بياتهم في العراء منذ أسابيع بسبب عدم وجود أماكن سكن متاحة في مراكز الإيواء المؤقت، وتأخير “الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء” النظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
وبيّن أنّ طالبي اللجوء الذين يبيتون في العراء أكّدوا أنّهم يتلقون وجبة واحدة فقط في اليوم، تتكون من كميات قليلة من الطعام لا تفي بالحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية.
وأكّد أنّ عدم تمكين طالبي اللجوء من الإقامة في مراكز الإيواء المؤقت بسبب التأخيرات الطويلة في معالجة طلبات لجوئهم يمس بشكل مباشر برفاهيتهم وصحتهم البدنية والنفسية، لا سيما في ظل موجة الحر الشديدة التي تشهدها هولندا منذ الأسبوع الماضي.
ودعا رئيس المرصد الأورومتوسطي وزير الهجرة الدنماركي إلى متابعة هذا الوضع المقلق بشكل حثيث، واتخاذ تدابير عاجلة لضمان توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية وغيرها من الضروريات الأساسية لطالبي اللجوء، بالإضافة إلى تقليل الازدحام المفرط في مراكز الإيواء المؤقت، وزيادة عدد الموظفين للحد من التأخير في معالجة طلبات اللجوء”.
وفي سياق متصل، انتقد المرصد الأورومتوسطي بشدة موافقة مجلس الوزراء الهولندي على خطط لإيواء طالبي اللجوء على سفن سياحية بزعم معالجة مشكلة الاكتظاظ ونقص المساحة بمراكز الإيواء المؤقت.
وقال إنّ هذه الخطط إلى جانب أنّها غير إنسانية، فإنّها تكشف عن مظهر جديد من مظاهر التمييز التي تتبعها الحكومة الهولندية في التعامل مع اللاجئين وطالبي اللجوء، إذ تستثني الخطط اللاجئين الأوكرانيين من الإقامة على السفن، وتحصرها فقط في طالبي اللجوء الآخرين.
وذكر أنّ التفكير بوضع طالبي اللجوء على متن سفن بسبب نقص المساحة في مراكز الإيواء المؤقت يعكس مرة أخرى ازدراء الحكومة الهولندية لطالبي اللجوء والانتقاص من كرامتهم الإنسانية، وإظهار أنّهم لا يستحقون حتى استئجار أو بناء مراكز إيواء جديدة على الأراضي الهولندية.
وأشار إلى أنّه إلى جانب التقييد المحتمل لحركتهم وتنقلهم، فإنّ تسكين طالبي اللجوء الفارّين من الحروب والصراعات داخل سفن في البحر قد يتسبب بمتاعب نفسية لهم، إذ مر بعضهم أثناء رحلة لجوئهم عبر البحر بحوادث كادوا أن يفقدوا حياتهم فيها، وآخرون فقدوا بالفعل أقاربهم أو أصدقائهم، ما يجعل من إقامتهم داخل البحر أمرًا مزعزعًا لاستقرارهم النفسي.
وحث المرصد الأورومتوسطي الحكومة الهولندية على التراجع عن خطط تسكين طالبي اللجوء على متن سفن في البحر، والعمل على إدارة ومعالجة مشكلة تكدّس اللاجئين على نحو يحترم حقوقهم ولا يمس بكرامتهم، وتسريع البت في طلبات اللجوء دون تعسف أو مخالفة للقوانين ذات العلاقة.