رئيسيشؤون دولية

واشنطن بوست: روسيا ستطلق سراح ستة أطفال أوكرانيين آخرين بعد وساطة قطرية

قالت وزيرة الدولة القطرية لشؤون التعاون الدولي، إن روسيا وافقت على إطلاق سراح ستة أطفال أوكرانيين إضافيين والسماح لهم بلم شملهم مع عائلاتهم في أوكرانيا، وذلك بعد وساطة قطرية.

والأطفال هم من بين الآلاف الذين تقول أوكرانيا إنهم نزحوا قسراً إلى روسيا أو محاصرين في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا.

ومن المقرر أن تغادر المجموعة المكونة من ستة أشخاص موسكو يوم الثلاثاء وتسافر عبر بيلاروسيا إلى أوكرانيا، وفقًا لمسؤول مطلع على العملية.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، أن والدة طفل يبلغ من العمر 11 عامًا في المجموعة هي جندية أوكرانية محتجزة كأسيرة حرب في روسيا وتوفي والده منذ حوالي عقد من الزمن، وسيقيم الآن مع خالته.

وقال المسؤول إنه كان يعيش حتى الآن مع أقاربه في منطقة دونيتسك التي تحتلها روسيا.

وقالت الخاطر “بناءً على الزخم الذي شهدته الأسابيع الأخيرة، تواصل قطر لعب دور الوساطة بين الحكومتين الأوكرانية والروسية، ونجحت في تسهيل لم شمل ستة أطفال أوكرانيين إضافيين مع عائلاتهم في الوقت المناسب مع فترة الأعياد”.

وأضافت أن عمليات لم شمل الأسر الأخيرة هي “جزء من مبادرة مستمرة تقودها قطر استجابة لطلبات روسيا وأوكرانيا لتحديد واستكشاف مجالات التعاون المحتملة”، وأضافت: “يمثل إعلان اليوم خطوة صغيرة أخرى ولكنها مهمة للأمام في هذه العملية التعاونية”.

وأظهرت الصور التي استعرضتها صحيفة “واشنطن بوست” يوم الثلاثاء، عدداً من الأطفال الأوكرانيين مجتمعين مع دبلوماسيين قطريين في سفارة الدوحة في موسكو.

وعملت قطر منذ فترة طويلة كوسيط بين مختلف الأطراف الدولية، وتساعد أيضًا في إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة بعد ان حافظت الدوحة على علاقاتها مع قادة حماس، بما في ذلك استضافتهم في قطر في السنوات الأخيرة، كما تفاوضت من أجل إطلاق سراح الأميركيين من إيران وعملت كوسيط رئيسي مع طالبان.

أصبح النقل القسري للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا أو إلى عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا واحدة من أكثر القضايا صعوبة خلال الأشهر الـ 22 الماضية من الحرب، وتصر روسيا منذ فترة طويلة على أنها تنقل الأطفال من مناطق الخطوط الأمامية لحمايتهم، وغالباً ما ترسلهم إلى معسكرات صيفية في شبه جزيرة القرم المحتلة أو المناطق الساحلية في روسيا.

وتصف أوكرانيا عملية نقل الأطفال إلى روسيا بأنها محاولة لمحو هويتهم الأوكرانية وتلقينهم الأيديولوجيات الروسية.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في مارس/آذار الماضي أوامر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضته لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا وهما متهمان بارتكاب جرائم حرب لترحيل ونقل الأطفال الأوكرانيين.

لفوفا-بيلوفا من بين الروس الذين تبنوا طفلاً أوكرانيًا منذ غزو فبراير 2022.

وقال المسؤول المطلع على الأمر إن الأطفال الأوكرانيين الذين تم إطلاق سراحهم يوم الثلاثاء ينتمون إلى خلفيات مختلفة وكان هناك شاب يبلغ من العمر 13 عامًا يقيم مع جدته في قرية في روسيا، ومن خلال عملية إعادة التوحيد التي قادتها قطر، تم جمع شمله مع والدته في سيمفيروبول، وهي مدينة في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا ثم سافر الثنائي إلى موسكو وسيتوجهان إلى أوكرانيا.

وسافر شاب يبلغ من العمر 15 عامًا، كان يعيش مع جدته تحت الاحتلال الروسي في منطقة زابوريزهيا بأوكرانيا، إلى موسكو مع ولي أمره وسيجتمع مع والدته في كييف.

كما تم لم شمل طفل يبلغ من العمر 8 سنوات كان يعيش مع جدته في منطقة لوهانسك المحتلة بأوكرانيا مع والدته بعد أن ساعدت قطر في تسهيل سفرها إلى لوهانسك، وساعد دبلوماسيون قطريون في مرافقة الزوجين إلى موسكو، وسيعودان الآن إلى أوكرانيا عبر بيلاروسيا.

وسيعود طفلان آخران، يعيشان مع والدهما وشقيقتهما البالغة في روسيا، إلى أوكرانيا مع أختهما للم شملهما مع والدتهما. وسهلت قطر إطلاق سراح أطفال أوكرانيين آخرين من روسيا هذا العام، بما في ذلك بوهدان إرموكين، وهو من ماريوبول، وبعد الهجوم الروسي على المدينة الجنوبية العام الماضي، تم نقله إلى روسيا وأصدر له جواز سفر روسي.

وقبيل عيد ميلاده الثامن عشر، قال محاميه الأوكراني إنه تم استدعاؤه للتسجيل لدى مكتب عسكري روسي، مما أثار مخاوف من إمكانية تجنيده في يوم من الأيام وإجباره على القتال ضد وطنه، وقال مسؤولون روس إن هذه المخاوف ترقى إلى حد المبالغة، وقد عاد منذ ذلك الحين إلى أوكرانيا ليعيش مع أخته.

وتم تحرير مئات الأطفال الآخرين من خلال عمليات الإنقاذ التي تقودها منظمات خاصة، بما في ذلك منظمة إنقاذ أوكرانيا غير الحكومية.

ووصف ثلاثة مراهقين فروا مؤخرًا من روسيا في مقابلات مع صحيفة واشنطن بوست كيف حاولت السلطات الروسية بشكل منهجي إبقائهم داخل الأراضي التي تحتلها روسيا، وكان الثلاثة جميعهم من منطقة خيرسون الجنوبية وتم نقلهم إلى روسيا أو شبه جزيرة القرم قبل تحرير أوكرانيا لمدينة خيرسون في الخريف الماضي، ثم أصبحوا محاصرين، حيث أدت السلطات الروسية إلى تعقيد جهودهم للعودة إلى ديارهم.

من المرجح أن يجد المراهقون طرقًا خاصة بهم للهروب بأمان على عكس العديد من الأطفال الأصغر سنًا الذين لا يستطيعون التعريف بأنفسهم أو الدعوة للعودة إلى أوكرانيا، لكن لا يُسمح للقاصرين بعبور الحدود الروسية بمفردهم، مما يعني أن العديد منهم طلبوا إعداد وثائق التوكيل من قبل أوصيائهم القانونيين في أوكرانيا والتي سمحت لهم بالعبور تحت إشراف بالغين آخرين.

كما يهدد المراهقون المستعدون للإدلاء بشهاداتهم بشأن ترحيلهم القسري الرواية الروسية القائلة إنهم نُقلوا من أجل سلامتهم ورفاهتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى