يعود بوريس جونسون إلى بريطانيا في محاولة جريئة للفوز بولاية ثانية كرئيس للوزراء بعد أسابيع فقط من إجباره على التنحي، وسط تحذيرات من بعض زملائه من أن عودته قد تتسبب في مزيد من الفوضى السياسية.
وفي بداية محمومة للأسبوع الجاري، اندفع المرشحون المحتملون لخلافة رئيسة الوزراء ليز تراس، التي استقالت بشكل درامي يوم الخميس بعد ستة أسابيع فقط في السلطة، لتأمين ما يكفي من التأييد للتنافس على زعامة الحزب قبل الموعد النهائي يوم الاثنين.
وجونسون، الذي كان يقضى عطلة في منطقة البحر الكاريبي عندما استقالت تراس ولم يدل بأي تصريحات عن عرض لاستعادة منصبه السابق، حصل على دعم العشرات من النواب المحافظين لكنه يحتاج إلى تأمين 100 ترشيح لخوض المنافسة.
وقال وزير التجارة جيمس دودريدج أمس الجمعة إن جونسون أبلغه بأنه “مستعد لذلك” وإن الزعيم السابق سيعود إلى بريطانيا اليوم السبت.
ويعد احتمال عودة جونسون إلى الحكومة مسألة مثيرة للاستقطاب بالنسبة لكثيرين في حزب المحافظين، المنقسم بشدة بعد تعاقب أربعة رؤساء وزراء في غضون ست سنوات.
وكانت أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، استقالتها من رئاسة حزب المحافظين، لتنهي بذلك أقصر فترة لرئيس وزراء في تاريخ المملكة المتحدة.
جاء ذلك في بيان الاستقالة الذي تلته تراس الخميس، من أمام مقر الحكومة في “داونينغ ستريت” بالعاصمة لندن.
وقالت في البيان: “توليت منصبي في وقت يشهد عدم استقرار اقتصادي ودولي كبير، حيث كانت العائلات والشركات قلقة بشأن دفع فواتيرها، وتهدد حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير الشرعية في أوكرانيا أمن قارتنا بأكملها، وتراجع بلدنا لفترة طويلة بسبب النمو الاقتصادي المنخفض”.
وكانت تراس قد تولت رئاسة الوزراء في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر فوزها برئاسة الحزب خلفا للمستقيل بوريس جونسون.
وأضافت: “تم انتخابي من قبل حزب المحافظين بتفويض لتغيير ذلك (..) وضعنا رؤية لخفض الضرائب ونمو الاقتصاد ليستفيد من حرية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
وتابعت: “ونظرا للوضع الحالي، أدرك أنني لا أستطيع تقديم ما تم انتخابي من أجله. لذلك تحدثت إلى جلالة الملك لإبلاغه باستقالتي من منصبي كزعيمة لحزب المحافظين”.
وأوضحت تراس أنها التقت صباح اليوم بالسير غراهام برادي (رئيس لجنة عام 1922 المسؤولة عن تنظيم شؤون الحزب)، مشيرة أنهما اتفقا على إجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة للحزب “خلال الأسبوع المقبل”.